أبدت السفارة الأمريكية في المغرب اهتماماً بملف السلفيين سواءً المعتقلين منهم أو من خرجوا بعفو ملكي وبدأوا محاولات الانخراط في الحياة السياسية وإنشاء كيانات تؤمن بالمشاركة في الشأن السياسي بمرجعية إسلامية. فيما رفضت لجنة الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين في المغرب لقاء دبلوماسيين أمريكيين مكلَّفين بملف حقوق الإنسان في سفارة الولاياتالمتحدة في العاصمة الرباط، وصدَّت اللجنة أبواب أي حوارٍ معهم. وأكدت اللجنة التي تضم حقوقيين وسلفيين كانوا في السجون أنه لا يمكن فتح قنوات الحوار مع من يرعى الإرهاب العالمي ضد المسلمين. وأشارت في بيانٍ توصلت «الشرق» إلى نسخة منه إلى أن «أمريكا ما زالت مستمرة في تبنيها للمقاربة، التي بسببها تستمر معاناة آلاف المعتقلين الإسلاميين الأبرياء، سواءً في المغرب أو غوانتنامو، أو في سائر السجون الأمريكية في العالم الإسلامي». واعتبر البيان أن أمريكا هي «الراعية الأولى لما سمته الحرب على الإرهاب، التي انخرط فيها المغرب، باعتماده قانون مكافحة الإرهاب، الذي تم توظيفه بشكل أساسي لتكميم أفواه أبناء الحركات الإسلامية المغربية». وأوضحت اللجنة في ردِّها على دعوة المسؤولين الأمريكيين للاجتماع بها أنه «لو كانت السفارة مستعدة لتقديم شيء للمعتقلين الإسلاميين ووضع حد لمعاناتهم، لعملت على وضع حد لمعاناة الموجودين في غوانتنامو وبقية السجون الأمريكية المنتشرة في عدد من الدول». وعلمت «الشرق» أن مسؤولي السفارة الأمريكية قدموا وعودا بإيجاد حل لمعتقلي السلفية الجهادية بالمغرب على خلفية المصالح الحيوية التي تربط واشنطن بالمسؤولين المغاربة، بجانب أن الإدارة الأمريكية في عهد أوباما تتبنى طريقة جديدة في تدبير علاقاتها مع العالم الإسلامي وتسعى إلى الاستماع جيدا إلى أتباع التيار السلفي لمعرفة مواقفهم وآرائهم. وتواصل الديبلوماسية الأمريكية في المغرب مساعيها للتقرب من شيوخ وأتباع تيار السلفية الجهادية لخطب ودهم والاستماع إليهم. وكان الشيخ محمد الفيزازي استقبل في بيته في مدينة طنجة شمال المغرب، للمرة الثالثة على التوالي، مسؤولا بارزا في السفارة الأمريكيةبالرباط مكلَّفا بحقوق الإنسان حَرِصَ على مناقشة الفيزازي بخصوص حيثيات وسياقات مشروعه الحزبي المُرتقب. وتمحورت أسئلة المسؤول في السفارة الأمريكية حول التوجهات السياسية للحزب المنتظر للفيزازي، من قبيل هل يشبه برنامجه ما يدعو إليه حزب النور السلفي في مصر، وهل سيطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، وغيرها من الأسئلة التي تشير إلى مدى الاهتمام البالغ من قِبَل الطرف الأمريكي بالسلفيين عامة في المغرب، وبمشروع الحزب الذي يعكف الفيزازي على تأسيسه منذ أسابيع خلت. وأكد الفيزازي للمسؤول الأمريكي بحسب مصادر «الشرق» أن حزبه سيكون «سياسيا وليس سلفيا وأنه سيكون مفتوحا في وجه كل المغاربة بصرف النظر عن أي اعتبار آخر، سوى اعتبار واحد هو الإيمان برسالة الحزب وبرنامجه السياسي»، مشيرا إلى أن «مرجعية الحزب الجديد ستكون إسلامية خالصة، وهو ما لا يمنعه القانون».