سأمت عيدة حويدر الشمري عيشها في خيمة معدمة 21 عاما، وتحلم بعد أن بلغت 91 عاما أن يضمها منزل في إحدى الضواحي، أو أنها تفضل الموت في خيمتها، كما رفضت الامتثال لأمر ترحيلها من خيمتها بعد أن أحاط بالخيمة طريق حائل الجوف السريع، بتفرعاته التي حاصرتها قرب قرية الجثامية، وقابلت عيدة طلبهم بالرفض، وأصرت على البقاء، أو العيش الكريم في منزل يمنحها كرامتها. «الشرق» زارت عيدة في خيمتها، وحين سألتها عن حالها أجهشت بالبكاء وقالت: « والله ياولدي أشعر بأني ميتة وأنا على قيد الحياة، أجمع الدرافيل عن البرد والعجاج والحر، ولا أعلم أين أذهب بعد طلب المسؤولين بترحيلي عن خيمتي». ويقول ابنها عبدالله القحطاني:« والدتي تسكن في هذا الموقع منذ 21 عاما، وتكره المدينة، وأنا أعمل حارس مدرسة وأسكن في السكن المخصص للحارس بالمدرسة مع زوجتي وأبنائي، وترى والدتي أن منزلي ضيق ومحصور داخل المباني وترفض العيش معي، ولكني أقوم برعايتها في خيمتها بعد انتهاء عملي». وأضاف القحطاني« طلبت إدارة الطرق من والدتي الرحيل من الموقع بعد إنشاء طريق حائل الجوف السريع وبعد أن أصبحت الخيمة في وسط الجزيرة التي تتفرع من الطريق السريع، كما زار وفد نسائي من الشؤون الاجتماعية والدتي وعرضوا عليها منحها خيمة على أن تنتقل لموقع آخر، إلا أنها رفضت كونها ترغب بأن تعيش بقية أيامها عيشة كريمة في منزل بإحدى الضواحي خارج المدينة أو تبقى في خيمتها». ويبين القحطاني« تبلغ والدتي من العمر 91 عاما، وتعاني من أمراض ولكنها تتغلب عليها بالإصرار والعزيمة فهي تكره المستشفيات، وتحب أن تعيش في الأماكن غير المزدحمة بالناس، كما أن جيرانها يحسنون إليها، وتتقاضى 800 ريال من الضمان الاجتماعي». من جهته، قال مدير الشؤون الاجتماعية في حائل سالم السبهان أنه تم زيارة عيدة الشمري من قبل باحثين من الشؤون الاجتماعية لدراسة حالتها، وقدموا لها الخدمات، مبينا أنه تم رفع حالتها إلى الجهات المعنية. مدخل خيمة عيدة الشمري (تصوير : سالم السعدي)