عاشت جزوى - سبعيتية العمر- ساكنة الخيمة المهترئة أمام أبواب اجتماعية المدينةالمنورة ليلتين فارقتين فى عمرها بدأت الليلة الأولى بصباح وردي شعرت فيه جزوى بالتفاف المجتمع من حولها وتسابق الجميع لتقديم الدعم السخي لها حيث تبرع مواطن لها بإحدى الشقق السكنية في عمارته الخاصة و بإسكانها مدى الحياة وقام أخصائيون اجتماعيون ونفسانيون بتلمس حاجياتها من أجل إنهاء معاناتها. فيما فزعت في صباح اليوم الذي يليه بعدم وجود خيمتها ودهسها بجنازير الأمانة وضياع مقتنياتها رخيصة السعر غالية القيمة. وكانت عشة جزوى قد شهدت حراكا فاعلا أمس فالكل يبحث عن إمكانية تقديم العون لها والكل يحاول أن يظفر بتقديم أي نوع من أشكال المساعدة الممكنة والتي تعود عليها بالنفع إلا أن عفة نفس جزوى تجاوزت تلك المواقف ورفضت كل المساعدات المادية راجية من الجميع تركها في «عشتها» الهادئة متأملة فقط حمايتها من لصوص الليل سارقى أغنامها محاولات الاجتماعية لم تفلح كل محاولات فرع الشؤون الاجتماعية في المدينة بعد تشكيلها لجنة عاجلة من باحثين وباحثات اجتماعيات لتلمس طلبات جزوى في اقناعها بترك عشتها القديمة حيث طلبت إعطاءها مهلة للتفكير بالموضوع ونامت تلك الليلة تراودها أحلام بالراحة والسكينة والأمان وفي الصباح الباكر على حد قولها غابت عن منزلها ساعة ونصف ومن بعد عادت لتجد خيمتها كومة من الحطام دكتها جنازيز الآليات التابعة للأمانة. ضياع الخيمة توقعت جزوى عند عودتها أنها قد ظلت الطريق إلى مكان مسكنها أو أنها في دوامة تمر عليها أحيانا عند ارتفاع الضغط والسكري لتعود من حيث أتت وتسأل أهل الحي مرة أخرى أين مسكنها ؟فلم تصدق نفسها وهي ترى جميع ممتلكاتها وتحويشة عمرها وأغنامها قد أخفيت فبدأت تدخل في حالة من الهستريا وعدم التركيز فكل شيء تحول إلى حطام الملابس وأدوات مطبخها حتى جهاز المذياع (الراديو) الذي كان يسلي وحدتها لم يسلم من تحطيم المعدات له وملابسها التي تستر بها نفسها قد مزقت بالمعدات وأتى أحد أحفادها محاولا إقناعها بالرحيل وطلب العوض من الله سبحانه وتعالى إلا أنها رفضت مغادرة الموقع. صورونى صوروني طلبت جزوى أن تترك لوحدها وأصبحت تتمتم بكلمات غير مفهومة وبدأت في التوجه لله سبحان وتعالى على من قام بهذا العمل وطالبت الجميع أن يعيدوها إلى مسقط رأسها في قرية شجوى إحدى ضواحي المدينة وتركها تعيش حتى ولو فى العراء وقالت ل«المدينة» صوروني صوروني حتى يرى الجميع خيمتى وقد دهستها الجنازير. يذكر أن «المدينة» كانت قد نشرت على صفحاتها تفاصيل قصة جزوى الأمر الذى حرك الجهات المعنية للوقوف على حالتها.