احتفى المعهد العلمي في محافظة ضمد، مساء أمس الأول، بحجاب الحازمي، عبر ندوة احتفائية، بمناسبة حصوله على جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبد العزيز للمتميزين في بحوث ودراسات تاريخ الجزيرة العربية. وشهدت الندوة، التي رعاها محافظ ضمد محمد بهلول، وأدارها علي زعله، حضور مسؤولين في المحافظة وأكاديميين وقضاة وأدباء ومثقفين ومهتمين بالشأن الأدبي والثقافي في المنطقة، تجاوز عددهم مائة شخص. وقال مدير المعهد أحمد الحازمي: إن حجاب يتكئ على التراث ولا يغفل عن الجديد، ويوازن بين القديم والجديد، وإن المعهد يفخر به كونه أحد كوادره التعليمية، مشيراً إلى هذه الندوة لتكريم واحد يعد رمزاً من رموز المعهد. وقدم رئيس جمعية حقوق الإنسان في جازان أحمد البهكلي، الذي كان نائباً لحجاب الحازمي أثناء رئاسته لنادي جازان الأدبي، ورقة خلال الندوة قال فيها إنه رغم الفارق العمري بينه وبين حجاب طفيف، إلا أنه درسه في المعهد، وبعدها تشاركا في النشاط الثقافي والأدبي عبر النادي الأدبي. وتحدث عن إنجازات حجاب في النادي أثناء رئاسته، وسعة صدره في الحوار، واستيعاب آراء المخالفين، وحرصه على الشباب ومشاركتهم في النشاط الثقافي. وقدم حسن أحمد الحازمي، وهو أحد زملاء حجاب، ورقة أخرى، متحدثاً عن ذكرياته أيام الطفولة، وكيف أن حجاب لم يكن يحبذ اللعب وهوايات الشباب، وأنه كان حريصاً على العلم، مبيناً أنه بعد أن توفي والده وهو صغير، اعتنت به أمه، التي تعلم على يدها رجال ونساء في ضمد، موضحاً أن حجاب طلب من والدته أن يتعلم في معهد صامطة العلمي، غير أنها رفضت، ما جعله يبعث ببعض أقاربه كي يتوسطوا له عندها حتى وافقت، مؤكداً أن هذه البيئة العلمية جعلت منه قامة فكرية وثقافية. وكانت الورقة الثالثة عبارة عن قراءة سردية لوكيل جامعة جازان للشؤون الأكاديمية الدكتور حسن حجاب الحازمي (نجل المحتفى به)، ذكر فيها بعض المواقف مع والده، منها المواقف التربوية، لافتاً إلى أنها، رغم قسوتها، إلا أن مغزاها حثه على العلم والاطلاع. وأوضح كيف أن والده كان يكلفه بنسخ كتبه، وأن والده لم يكن يسمح بأي خطأ في الورقة، أو يعيد الورقة كاملة، ليدفع بها بعد ذلك للمطابع ودور النشر دون أخطاء. وقال إن والده بهذا العمل استدرجه للقراءة، مضيفاً (وهو يبيكي) أنه الآن «يعطيه مسودة كتبه كي يعدل فيها»، وأن ما وصل إليه الآن كان بفضل والده، الذي ما زال مواظباً على التأليف حتى وهو مستلق على ظهره، لأن صحته لم تعد تسمح له بإطالة الجلوس للكتابة. وألقى إبراهيم صعابي قصيدة، قبل أن تختتم الندوة بكلمة لحجاب الحازمي، شاكراً الحضور على حفاوتهم، ثم ألقى قصيدة، وبعدها تسلم مجموعة من الهدايا التذكارية.