بحمد الله مرت المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية على خير والتزم كل مواطن بالنظام واختار من وجهة نظره الخاصة من يصلح لقيادة مصر وخرجت النتائج شبه النهائية بإعادة بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي وإن كانت هناك قوى أخرى غير راضية عن هذه النتائج وهنا أتعجب ألم تخرج الثورة من أجل الحرية فلماذا الاعتراض أذاً؟ ولكن هذا ليس المهم الأهم هو أن الانتخابات ستعاد بين حزب واحد يملك السلطة التشريعية كاملة ممثلة في مجلس الشعب والشورى وجميع لجانهما وبين فرد هو آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك وتعتبره القوى الثورية (فلول) ومجرد وجوده إهانة للثورة ولدم الثوار هذا من وجهة نظر بعض القوى السياسية ولا نستطيع أن نقول جميعها فالرجل حصل على ما يقرب من ستة ملايين أي ما يقرب من 24% من جملة من صوتوا في الانتخابات المصرية وليس من المعقول أن يكون هذا الرقم جميعه «فلول» وهذا الرقم قابل للزيادة في الإعادة لذا سارعت قوى للتحالف مع مرشح حزب الحرية والعدالة لعمل كتلة للوقوف أمام هذا الموقف الصعب فلو فرضنا مثلا الفريق شفيق نجح هذا يعنى أن الثورة لم تكن مؤيدة من جميع طوائف الشعب وأن الرئيس السابق هو من اختار الرحيل وهذا ليس تحليلي أنا ولكن تحليل مؤيدي الثورة وعلى الطرف الآخر لو نجح الدكتور محمد مرسي فهذا يعود بالشعب للوراء نظراً لوجود قوة واحدة تمتلك جميع السلطات التنفيذية لمصر وهو نفس ما كان يحدث في النظام السابق الحزب الوطني وهذا يثير تخوف نسبة ليست قليلة من الشعب وخاصة أن الحزب الآن ذو مرجعية دينية ومصر بها نسبة ليست قليلة من الأقباط ومن وجهة النظر هذه لابد من خلق توازن سياسي بوجود الفريق شفيق وهذا ليس رأيي، والمحايدون يقولون لو نجح شفيق سيحصل صدام بين الرئيس والقوى الحزبية في مجلسي الشعب والشورى وهذا يعرقل مسيرة البلاد . وأنا على ثقة من أن الجيش المصري سيحمي رغبة الشعب أيا كانت للفريق شفيق أو للدكتور مرسي ما يهمنا هو لو أن الدكتور مرسي نجح هل سيرفع شعار الإسلام؟ و لو فشل في النهوض بمصر وأدخلها في اضطرابات نظرا للنقاط التي لم يتم إيضاحها حتى الآن هل سيكون مرجع الدكتور مرسي هو المرشد العام للإخوان ؟ وماذا لو تضاربت مصالح مصر العليا مع فكر الإخوان أو مثلا حركة حماس في فلسطين لمن سيكون الولاء ؟ وما هو الضامن بأن حزب الحرية والعدالة سينفذ ما وعد به خاصة وأنه حنث من قبل في الوعد حينما خرج أكثر من قيادي وأعلن عدم النية في ترشح رئيس للدولة من الحزب؟ وحنث قبلها في النسبة المحددة في مجلسي الشعب والشورى؟ أعتقد من الصعب أن يتم تصديقهم إلا بتقديم تنازلات جدية لا تقبل الشك خاصة وأن أداءهم في مجلسي الشعب والشورى أثار سخرية الكثيرين! وسؤال الضمان هذا يكشفه ما حدث عقب إعلان النتائج شبه النهائية فقد بدأوا يصيغون القوانين الفعلية في المجلس وهنا سؤال يطرح نفسه ماذا لو أن الدكتور محمد مرسي نجح من البداية هل كان سيتغير أداء حزب الحرية والعدالة بمجلس الشعب؟ أم كان سيبقى نفس الأداء الهزيل وهو تصفية الحسابات ؟ أنا أتكلم عن موقف حزب الحرية والعدالة كثيرا نظرا لعدة أسباب أهمها هو أنه يتكلم عن دولة إسلامية وهذا جميل جدا لكن ماذا لو فشل في التطبيق؟ أعتقد أن الكثيرين ممن يعارضون وأولهم دول الغرب سيقولون سقط والعياذ بالله الإسلام! والإسلام لا يستطيع النهوض بالدولة! وهذا ما لا يتحمله أي مسلم على وجه الأرض لذا أرجو من السادة حزب الحرية والعدالة تقديم التنازلات الفعلية خاصة أن الدستور لم يعدل بعد فمن الممكن بمجرد إعلان النتيجة يخرج الدكتور مرسي ويقول العمل بالدستور القديم مثلا لحين الانتهاء من صياغة التعديلات، ومن سيعدل؟ فالأغلبية «حرية وعدالة»! من يضمن أن التعديلات مثلا لن تكون تفصيلية كما كانت قوانين المجلس الموقر الذي إلى الآن سيد قراره؟ نتمنى أن تتضح هذه النقاط، وألا ينسى حزب الحرية والعدالة دور المرأة، والنسبة المسيحية، ويوضح موقف الجيش، والمجلس الأعلى، وموقف السادة المرشحين، هل سيتم الاستعانة بهم أم لا؟ ولا يترك الأمور عائمة فهي خطر عليه قبل أي شيء، أما بالنسبة للفريق شفيق فهو لو أمسك الحكم مهما كان أداؤه فلن يستمر أكثر من أربع سنوات فقط لأنه لا ينتمي لحزب يسانده أو مجموعة منظمة تستطيع إبقاءه في الحكم طويلا.