من شأنِ المركباتِ الممتلئةِ -أيّاً تكُنِ المطباتُ التي تعترِضُ طريقَها- أنْ تسيرَ بتؤدةٍ واثقة الخطوِ دونَ أنْ تحدِثَ جلبةً (وقعْقَعةً)، وإذْ بنا قدْ ألفينَاها تصِلُ بسلامةٍ إلى ما قدْ حددتُه قبلاً من أهداف. فيما تشغَلُنا تلك العرباتُ الفارغةُ بما تحدثهُ مِن جلبةِ «أصواتها» على الرّغمِ من أنَّ مسارَها مسفلتاً!، ومع هذا كلّهِ وبشهادةِ الملأ تسجّلُ عِثاراً يتلوه عثارٌ؛ فلا هي لأهدافِها قد حقّقت ولا هي لسلامةِ: «العربةِ» قد حافظت! ما كانَ ل«عبدالرحمن بن مساعد» أنْ يخْسَرَهُ: (الشعرُ) ذلك أنّ الأخيرَ له شرائطُ صارِمةٌ ما أحسبُها قد توافرت في «عبدالرحمن» إلاّ في نمطٍ ضيّقٍ «شعبيّ تفعيليّ لا طَرْقَ له» معدودٍ في الغنائيّ. ومهما يكنِ الأمرُ؛ فلقد كانَ: «ابن مساعد» موفّقاً أيّما توفيقٍ إذ غادرَ: «مضاربَ الشعرِ» لينصبَ له خيمةً باذخةَ الرّواق في مسطحٍ أخضرٍ لا يمكنُ أنْ يُقِيمها بمثل هذا الألقِ إلا من كان على مثلِ ما كانَ عليه: «عبدالرحمنُ» من رجاحة عقلٍ وصدقِ جنانٍ ووضوحِ بيان. ولقد طَفِقَ: «ابن مساعد» يفيضُ على الرياضةِ وأهلها مما أفاءَ به الله عليه من: «فنجال وعلوم رجال» كنا نفتقرُ إلى الكثيرِ من مثلها فكسبته الرياضةُ ولم يخسره الشعر! ومنْ يكن هذا شأنُه: (قرآنيُّ النشأةِ.. مسرحيُّ الأداء.. دبلوماسيّّ اللغة. متوضئ اليدين). يضافَ إليها أنّه فيما نحسبه -والله حسيبه- من النفرِ الذين لا يأنفونَ ساعة أنْ يقعَ منهم الخطأُ أن يتدثّر بمعْطَفِ: «الخطّائين» فما يلبث أنْ يعترفَ بخطئهِ ثم يركن للاستغفار؛ إن من يكنْ هذا شأنهُ فلا ريبِ أنّه يعني ما يقول ويقول ما يعني كثيراً فإن الرياضة وبخاصةٍ أنها قد استحالت في عرف الأممِ اليوم إلى: «بعدٍ حضاريّ» تُقرأ من خلالها سيرة: «الدّول»! هذا ال: «عبدالرحمن» لم يكن استثناء عن أيّ رياضيٍّ فشهدناهُ يحاربُ -بكسر الراء وفتحها- إلاّ أنّه لم يجرحْ له خصماً، ولئن خاصمَ أحدا فما كانَ من شيمهِ أن يفجُر خصومةً (أرأيتم كيف تكون للنشأة القرآنية من أثر)؟ إنْ هو إلا بشرٌ إذ كادت أن تجرّهُ «مهاترات الرياضة» إلى مستنقعاتِ أدبياتها بيد أنهُ: «أثقل» من أنْ يطيرَ ب: «بعجة المتصابين فيها» ذلك أنه لا يفتأ يتعوذُ بالله السميع العليم من شيطان الكرةِ الرجيم؛ فيكونَ القرآنُ آنذاك حاضراً وما هي إلا برهة فإذا ب«عبدالرحمن» هو ذاته من يجرجر: «الرياضةَ» والكثيرَ من ممارساتها الشائنةِ إلى أبجدياتِ: «أخلاقيات» كدنا أن نفتقدها رياضياً بفعل: «عصبيات» تأتي على كل شيء جميل يأتي من الرياضة وفيها. لست رياضيا -كما يجب- وبالضرورة لست هلالياً (يمكن تعاونياً) وإنما هذه الكتابة تأتي عقب أن أنفقتُ من وقتي طويلا في متابعة حواره الماتع مع الإعلامي الرياضي المتألق تركي العجمة. لم أنتهِ بعد.. وهاهنا الغاية من الكتابة: خطأ أن يبقى عبدالرحمن بن مساعد في نادٍ واحد في حين الرياضة كلها بالمملكة بأمس الحاجة إليه، فمتى نراه إذن يتقلد منصباً رياضياً كبيراً يليق بمثل كفاءته؟!