شهدت أمس فعاليات اليوم الأول من المؤتمر السنوي العاشر لمؤسسة الفكر العربي، الذي يعقد تحت عنوان “ماذا بعد الربيع؟”، تكريمَ نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من قبل المؤسسة؛ لجهوده في خدمة الفكر والثقافة، بحضور رئيس مؤسسة الفكر العربي، الأمير خالد الفيصل. وألقى الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي، الدكتور سليمان عبدالمنعم، كلمة ترحيبية موجزة، لتبدأ بعد ذلك جلسات المؤتمر.
ربيع في الشتاء وتساءلت الجلسة الأولى التي أقيمت عصر أمس بعنوان “لماذا الربيع في الشتاء؟” عما إذا كان الربيع العربي صنع لنفسه الزمان والمكان المناسبين، وهل التغيير لم يكن بإرادة المواطن العربي، أم أن هذا المواطن هو الذي سعى إلى التغيير بعد أن صارت الظروف مواتية لذلك؟. وقد رأس الجلسة مقدم البرامج السياسية نديم قطيش من لبنان، وتحدث فيها شفيق الغبرا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، وعبلة أبوعلبة، عضو البرلمان الأردني، ومحمد أوجار، عضو المجلس الأعلى للإعلام السمعي والبصري في المغرب، ومحمد نعمان جلال، خبير في الدراسات الإستراتيجية العربية، من البحرين، ومحمود شمام، مسؤول ملف الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وناقش المتحدثون التحولات والتغييرات التي يمر بها الوطن العربي، بعد أن واجهه منعطف تاريخي غير متوقع سمي ب”الربيع العربي”. أما عن المرحلة، فأكد المتحدثون أن جيل الشباب هم روادها. كما ناقشوا كثيراً من الأسئلة التي تطرح نفسها حول الأسباب التي فرضت هذا “الربيع” في هذه الحقبة الزمانية بالذات، والمحرّك الأساسي لهذه التحوّلات. وفيما إذا كان الربيع العربي يملك رؤية أو مشروعاً جاء نتيجة نضج ووعي سياسي اكتسبته الشعوب العربية على مرّ الأزمنة والحقب التاريخية المختلفة.
التحديات والتداعيات وتحت عنوان “التحديات الاقتصادية” عقدت الجلسة الثانية أمس، وخلالها تحدث المشاركون عن الوضع الاقتصادي المتردي، والاهتزازات الاجتماعية العديدة، الناجمة عن الاضطرابات المختلفة التي مرت بها المنطقة عبر سنوات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. كل ذلك تحول إلى محركات رئيسية للثورات العربية. بالإضافة إلى مسألة البطالة المتزايدة، التي لابد من إيجاد حل لها؛ لأنها صارت تهدد كلّ فرد. ورأى المتحدثون أهمية البحث عن استثمارات منتجة يمكن أن تضمن حداً أدنى من الاستقرار الاقتصادي، الذي يؤدي بالتالي إلى الاستقرار الاجتماعي، وهو من حق كلّ مواطن في أي مكان. أدار الجلسة محمد شطح من لبنان، وشارك فيها بشير مصيطفى، المحاضر في الاقتصاد في جامعة الجزائر، وجواد العناني، الخبير الاقتصادي، ورئيس مجلس إدارة البصيرة للاستشارات في الأردن، وطارق يوسف، الرئيس التنفيذي الجديد لمؤسسة “صلتك” في قطر، ومحمد الدهشان، المستشار والكاتب المصري، ويسار جرار، الشريك في برايس ووترهاوس كوبرز الشرق الأوسط في الإمارات. وجاءت التحديات المتوقع مواجهتها في مقدمة المحاور التي طرحت أثناء الجلسة، بالإضافة إلى إمكانية تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمحافظة عليه، وهل ما يروج له اليوم على أنه خسارة، أو تراجع اقتصادي، ستكون له انعكاسات إيجابية على المدى الطويل؟ وكذلك تم نقاش تداعيات انخفاض الأزمات العالمية على الوطن العربي عموماً، وعلى البلدان التي شهدت الربيع العربي خصوصاً. وتأثير ذلك على الواقع الحياتي اليومي للمواطن العربي.
أفكار الشباب وكان سبق الافتتاح الرسمي عقد جلسة “فكر وأفكار”، وفيها تم الحديث عن مشروعات وأفكار جديدة، وتجارب استثنائية، من شأنها أن تُحدث وقعاً إيجابياً في المجتمع العربي. وترأس الجلسة ماهر قدورة، رائد الأعمال الاجتماعية، من الأردن، وتحدث فيها كل من عبدالرزاق التركي، المدير العام لشركة نما لخدمات الشحن، من السعودية، وعبدالعزيز طرابزوني، مستشار شؤون الشرق الأوسط في مكلارتي أسوسياتس، ومؤسّس برنامج سفراء الشباب السعوديين في الأممالمتحدة، من السعودية، ومحمد صالح أحمد اللاعي، المدير التنفيذي في بنك الأمل للتمويل الأصغر، من اليمن، وعبدالمحسن العجمي، الرئيس التنفيذي لشركة “وسم لابز”، ومؤسّس مشروع ريادة لدعم المبادرين، من الكويت، ومحمد الرافعي، مؤسس ورئيس تنفيذي في كورد، من مصر، وصابرين طه، مراسلة تلفزيونية ومحررة في بيالارا، من فلسطين، ونبيل اللبّاسي، محامٍ وناشط حقوقي، من تونس، ومصطفى سلامة، متحدث تحفيزي ومستشار بعثة، من الأردن، ومحمد الشامي، مدير مشروعات مؤسّسة رنين، من اليمن، وبسام جلغا، مهندس ورائد أعمال، من لبنان، وعادل المرواني، مؤسس شركة أثر للتدريب، من السعودية.