يلتقط المصورون صوراً فوتوغرافية شبيهة ببعضها في مجالات التصوير المتعددة، وبالأخص في الأماكن العامة، من زوايا متشابهة، وتبقى لقطة البورتريه محتفظة باستحالة أن تتشابه بين مصور وآخر، فهي لا تعاد، بحسب المصور الفوتوغرافي حسن منصور البقشي، ولهذا فضلها، واتخذها أسلوباً في غالبية الصور التي يلتقطها. ويرى البقشي أن افتقارنا للطبيعة في بلادنا كان سبباً لأن يرتاح للبورتريه، إذ إنه لا إمكانية لتصوير «اللاند سكايب»، ولا توجد صخور تساعد على تصوير «السي سكايب»، ولا يوجد غير المزارع، ولهذا أبتعد عنها جميعاً، وأقتصر على تصوير البورتريه، إضافة إلى تصوير الشوارع. إلا أن البقشي يفضل تصوير البورتريه لأنه أسهل، فالسحر يكمن في الإضاءة إذا توفر «الموديل». وتسحر براءة الأطفال وعفويتهم البقشي، الذي يؤكد أن عالم الأطفال لا يدخله التصنع، ومهما أجبر الطفل على فعل حركة ما، فإنه لا يفعلها، بل يتصرف بعفويته، الأمر الذي يدفع البقشي إلى أن يتخذه تحدياً، ويفضل عالمهم البريء. ويكره البقشي أن يكون «الموديل» جامداً، ولا يتفاعل مع الكاميرا في تصوير البورتريه، مؤكداً أن غالبية الناس جامدون أمام الكاميرا، ويفترض أن يمنح المصور الصورة من خبرته وشغفه، فالصورة لا تمنحك شيئاً من تلقائها. وحول تصوير النساء، يؤكد البقشي صعوبة هذه المهمة في المجتمع، إذ إن أعماله تقتصر على أسرته، بينما يجد التجربة ممتعة جداً معهن. ويهتم البقشي كثيراً ب«الإضاءة»، فيجد أن أساس الصورة والفن هو استخدام مصدر غير معتاد ليعطي جمالية أخرى للصورة. ودرَّس البقشي دورات عدة خلال الأعوام الثلاثة السابقة، ويقول إن الأهم بعد الحصول على الدورات هو قراءة الكتب والممارسة، فلا فائدة ترجى من كل ذلك دونها. وكانت أول تجربة نسائية خاضها البقشي في مملكة البحرين، إذ صور فنانات من بينهن: شيماء وأبرار وشذى سبت، وسعاد علي. وفي جانب المشاهير أيضاً، صور لاعب كرة الماء ياسر برناوي، الذي لم يستلم صوره حتى الآن، بحسب البقشي. ويصور البقشي في الخارج، إذ كان في مهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة في دورته التاسعة، وصور مئات البورتريهات المميزة لزوار المهرجان والمشاركين فيه، كما يصور الأعراس والمناسبات المختلفة. والبقشي، الذي بدأ في دخول عالم التصوير منذ أربعة أعوام، بعد خوضه لمجالات كثيرة، من بينها التصميم والرسم، وبعد تعلمه الشخصي عبر مواقع المصورين الأجانب على شبكة الإنترنت، يرى أن مسألة انتشاره لاتزال قيد التفكير، فهو لا يحب البروز كثيراً، مشيراً إلى أنها مشكلة في عائلته، إذ إن لديه عماً يمارس الفن التشكيلي، ولا أحد يعرف عنه شيئاً. لكن البقشي وجد في مهرجان الدمام المسرحي خروجاً من صومعته، ويفكر الآن ملياً في مسألة الانتشار، ويأمل فتح مشروع خاص به عما قريب. بعدسة البقشي (الشرق)