نعيش حالياً أيام الاختبارات النهائية لهذا العام ، وفي نفس الفترة من كل عام تتكرر علينا الكثير من القصص التي تحدث للطلاب والطالبات من خوف وقلق وإغماء أحيانا والسؤال هل فعلا الاختبارات تتسبب في كل ما يحدث لأبنائنا ؟ في الحقيقة الاختبارات بحد ذاتها ليست سببا لهذه الأعراض ولكن طريقة التعامل معها هي السبب! إن أكثر ما يحدث للطلاب من حالات الخوف والفزع وما يصاحبها من أعراض أخرى كاضطراب النوم وفقدان القدرة على التركيز والنسيان كلها أعراض للقلق المصاحب للاختبارات، ولهذا القلق أسبابه ولعل من أبرزها الخوف من المجهول ، كأن يخاف من شكل الاختبار هل سيكون سهلا أم صعبا ؟ وكذلك الخوف من النتيجة وغيرها من الأسباب. والسؤال المهم كيف نتخلص من هذه الأعراض ؟ هناك مجموعة من المهارات التي يمكن ممارستها وتكون معينة بأذن الله على تقليل هذه الأعراض وتحسن من الأداء أثناء الامتحان فمن المهارات القبلية: بناء القناعات الإيجابية عن الذات، فالبعض يحمل قناعات سلبية عن ذاته مثل أنه لا يفهم أو أنه لن ينجح وغيرها من القناعات السلبية فيحتاج الطالب أن يغير تلك القناعات إلى قناعات إيجابية مثل أنا ذكي ، أنا ناجح ، ويرددها ليعيد برمجة نفسه إيجابيا. كذلك الاستعداد المبكر فيبدأ من الآن في مراجعة جميع المواد وعمل جدول للمذاكرة إضافة إلى عمل الملخصات ليستفيد منها أيام الاختبارات حيث ستوفر عليه الوقت والجهد أيام الاختبارات، يقوم بمراجعة الملخصات التي قام بإعدادها مسبقا وليحرص على النوم المبكر فقلة النوم لها أكبر الأثر على ضعف الأداء أثناء الامتحان لما يسببه ذلك من نسيان وقلة التركيز فلنحرص على أخذ قسط كاف من النوم قبل الامتحان. كذلك التغذية الجيدة، فالدماغ حتى يعمل بشكل جيد يحتاج إلى طاقة والتي تأتي من الغذاء المتكامل ، فليحرص الطلاب على وجبة الإفطار قبل الامتحان وأثناء الامتحان، فالبعض قد يستعد بشكل جيد ولكن ما أن يدخل قاعة الاختبار إلا ويضطرب ويخاف، وهؤلاء ننصحهم بالتالي: ترديد العبارات الإيجابية المحفزة والمشجعة والتي يفترض أنهم برمجوا أنفسهم عليها مسبقا، كذلك الاسترخاء قبل البدء في الاختبار بل وحتى أثناء الامتحان إذا شعر بالتوتر وقلة التركيز وذلك بأخذ نفس عميق بهدوء وحبسه للحظات ومن ثم إخراجه بهدوء ، فهذا من أكبر الأسباب التي تخفف من التوتر وتحسن من التركيز والتذكر، والأهم من هذا كله التوكل على الله تعالى وطلب العون والتوفيق منه ، وأن يتذكر أن من بذل الأسباب فإن الله لن يضيعه ولن ينساه.