الرياض – خالد الصالح يجب تطوير المهارات التقنية وتدريب الطلاب على سوق العمل لتلبية متطلباته أرى أن خادم الحرمين الشريفين مهتم جدا بالتنمية البشرية وقد خلق وظائف جديدة للشباب المملكة من الدول الجاذبة للاستثمار واقتصادها قوي جداً الطلبة السعوديون يتمتعون بخلق رفيع.. ووجودهم في المملكة المتحدة إضافة لنا كشف وزير الدولة البريطاني لشؤون التعليم المفتوح والتعليم المستمر والمهارات في وزارة الأعمال والإبداع والمهارات السيد جون هايز، عن تطلعات بلاده لتبادل الخبرات مع نظرائهم السعوديين بشأن مواجهة التحديات المتعلقة بتزويد الشباب بالمهارات المطلوبة في سوق العمل. وتطرق هايز خلال حواره مع “الشرق”، على هامش زيارته للمؤسسة العامة للتعليم المهني والتقني في الرياض، عن أبرز ما تم مناقشته مع المسؤولين خلال زيارته، التي جاءت بهدف استكشاف الفرص المتاحة لإقامة مزيد من الشراكات السعودية – البريطانية في قطاع التدريب المهني الآخذ بالنمو والازدياد، وجاءت في أعقاب الزيارة التي أجراها وزير العمل المهندس عادل فقيه، إلى المملكة المتحدة في العام المنصرم، حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للتعليم المهني والتقني وجمعية قطاع التدريب المهني البريطانية. ولم يقتصر حديث “الشرق” مع السيد هايز عن موضوع زيارته وحسب، بل عرجنا بالحديث على مستوى مخرجات التعليم الجامعية في المملكة، ومدى مواكبتها لسوق العمل، إضافة إلى أوضاع الطلبة السعوديين المبتعثين في بريطانيا ومستوياتهم الأكاديمية، وعن مستوى التنافس الذي يجمع بريطانيا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية من الناحية التعليمية. وجاء هايز خلال زيارته الأولى للمملكة ليقابل كل من نائب وزير العمل الدكتور سعد الحقباني، ومحافظ المؤسسة العامة للتعليم المهني والتقني الدكتور علي الغفيص، ونائب محافظ الهيئة العامة للاستثمار الأمير سعود بن خالد الفيصل، فيما بادرت “الشرق” لاستغلال فرصة وجوده في المملكة، وعملت معه هذا الحوار. * ماهي أسباب زيارتكم للمملكة وما أبرز الجهات التي زرتها خلال وجودك؟ - زيارتي متعلقة ببحث متطلبات التدريب المهني في المملكة حيث أنه يعد عصب التعليم الذي تهتم به حالياً، ونحن نريد أن نطور علاقتنا مع المملكة في هذا الاتجاه وتحقيق تعاون مشترك بيننا، كما لمست حرصا شديدا من الإدارات التي زرتها بصقل مهارات الطلبة السعوديين، وتشجيعهم على التطور والاختراع، وهذا لا يأتي إلى من خلال الاهتمام بعملية التدريب المهني كمطلب أول وأساسي. ولمست خلال اجتماعي مع إدارة التدريب المهني أن هناك حرصا على تنمية المهارات في هذا الجانب المهم، لأنه يتعلق بالتنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات وخلق وظائف جديدة، ودائماً يجب أن تكون هناك علاقة بين سوق العمل ومهارات الطلاب التي يجب أن توظف وتأسس على أساس طبيعة وحيز سوق العمل، والأمر الآخر الذي علمنا عليه وبحثناه هو توفير المهارات القوية للمتخرجين حتى يستطيعوا أن يطوروا أعمالهم التي ستوكل لهم مستقبلاً، ولمسنا هذا الحرص الكبير هنا في المملكة بربط مخرجات سوق العمل بمخرجات التعليم. * هل وقعتم أي اتفاقيات بين البلدين بهذا الخصوص؟ - هذه زيارتي الأولى للمملكة، فمن الطبيعي أن تكون الزيارة الأولى هي زيارة استكشافية،وهذا لا يعني أن علاقتنا قوية جداً، وتمتد إلى تاريخ طويل، ولكن بما أن هذه أول زيارة للمملكة بحثنا خلالها متطلبات المملكة،وبالطبع كان هناك مصالح متبادلة، ومنحنا الحكومة السعودية، ما يمكن أن تقدمه بريطانيا في جوانب التدريب والتأهيل التقني لمواطني المملكة،وبالتالي آمل من الزيارة الثانية والتي ستكون قريبة أن نعمل ونبدأ في تحقيق هذه المصالح على أرض الواقع وبشكل ملموس. * كم يبلغ إجمالي الصفقة التعليمية التي طرحت بين بريطانيا والسعودية؟ - للأسف ليس لدي فكرة عن التكلفة الإجمالية لقيمة هذه الصفقات بيننا، لكن أنا متأكد من أن هذه العلاقة الثقافية والاجتماعية القوية ستنمو من خلال وجود هؤلاء الطلبة لدينا، والمبالغ التي صرفتها الدولة السعودية لأبنائها الطلبة، ليس بقيمتها بل بما سيكتسبه الطلبة من الخبرات والفكر الجديد، والتعليم في أفضل الجامعات عالمياً، وهذا لا يقدر بمال، فنحن لا نقدر التعليم ولا نقل الخبرات بأي ثمن، ولذلك ليس بالضرورة أن نتحدث عن تكاليف الرسوم الدراسية للطلبة، ولكن نتكلم عن القيمة الثقافية العلمية التي سيحصدها الطالب ويرجع بها إلى وطنه. * هل تحدثنا عن إجمالي عدد الطلاب الذين يدرسون في جامعاتكم، وإلى متى ستستمرون في استقبال الطلبة السعوديين؟ - إجمالي عدد الطلاب السعوديين لدينا نحو 18 ألف طالب سعودي يدرسون في بريطانيا، ممن تم ابتعاثهم من برنامج خادم الحرمين الشريفين، الطلاب الذين نفتخر لوجودهم بيننا، قبل أن تفتخر بهم السعودية عند عودتهم لها. ولو تحدثنا عن أهم أمر حرصت عليه الحكومة السعودية، هو توفير التعليم بنوعية وجودة عالية، وهذا لمُس بشكل كبير من جامعاتنا التي تُدرس حالياً الطلاب السعوديين، والمستقبل كبير جداً أمامهم.وهؤلاء المبتعثون سيرجعون إلى المملكة العربية السعودية، ويكونون رابطا قويا جداً للمملكتين البريطانية والسعودية، كما أني أضمن لهم أن يرجعوا وهم مكتسبون من شتى الخبرات الحياتية والعلمية. وأضيف هنا أن التعاون العلمي القائم بينا سيستمر مدى الحياة، بسبب وجود هؤلاء الطلبة الحاليين، بالإضافة إلى مجيء المزيد منهم في كل سنة، وليس هناك أي مدة محددة لهذا التعاون القائم بيننا. * ماذا عن التنافس العلمي بين جامعاتكم والجامعات الأمريكية، وبماذا تتميزون عنهم؟ - هناك منافسة بين الجامعات في بريطانيا والولاياتالمتحدة، وهي منافسة طبيعية، والطالب عليه أن يختار أين يدرس، وهذه المنافسة ترفع من مستوى جودة التعليم لدينا ولديهم، والذي نتميز به نحن في بريطانيا أن جامعاتنا تتميز بأعلى مستوى تعليمي، وأعلى مستوى من البحث العلمي، وأكاديمياً أيضاً نحن الأفضل، والأعلى مستوى في العالم، ولا نخاف من المنافسة، وبالطبع أن الولاياتالمتحدة لديها جامعات ومع أن عدد جامعاتها أكبر بكثير من عدد جامعاتنا، لكن نحن نتمتع بسمعة طيبة على المستوى العالمي، فيما يتعلق بالبحث العلمي ومختلف الدراسات والتخصصات الجامعية، ونتمنى أن تصل إلينا أمريكا إلى ما وصلنا إليه من تطور مع الرغم من قلة عدد جامعاتنا مقارنة بعدد جامعات الولاياتالمتحدة والطالب الذكي سوف يأتي إلينا. * كيف ترى مستوى الطلاب المبتعثين في بريطانيا أكاديمياً، وما العقبات التي تواجههم لديكم؟ - الطلاب السعوديون لدينا لم يتسببوا في أي مشكلات لدينا، لا لأنفسهم ولا لجامعاتهم التي يدرسون بها، وهم يتمتعون بسمعة طيبة جيداً،وطبعاً نحن نستفيد ونتعلم منهم فيما ينقلونه من ثقافة بلادهم،وهذه طريقة مثلى للتعرف على الثقافة السعودية، والتعرف أكثر على المملكة العربية السعودية، ولذلك أقول أن وجودهم في المملكة المتحدة خصوصاً بما يتمتعون به من خلق رفيع، فهم إضافة إلى بريطانيا كما هم إضافة أولاً وأخيراً لوطنهم، حيث يرجعون وهم مكتسبون لمستويات عالية في التعليم. * ماذا عن جودة مخرجات التعليم في الجامعات السعودية وما مدى مناسبتها لسوق العمل؟ - بالتأكيد إن المخرجات الجيدة هي أساس تطور سوق العمل بلا شك، وكان تركيزنا على تنمية المهارات التقنية، حتى يكون المتخرج السعودي لديه المهارات اللازمة لسوق العمل، فكما أن الدراسات الأكاديمية مهمة جداً، فإن الدراسات التقنية وتنمية المهارات لا تقل أهمية عن هذا الموضوع، وبالتالي كان التركيز كبير جداً على التدريب التقني، لأنه يتعلق بأمور كثيرة منها اقتصاد المملكة العربية السعودية، الذي يعد اقتصاد قوي جداً، وحيث أنها دولة جاذبة للاستثمار، ويجب تنمية وتطوير المهارات التقنية وتدريب الطلاب على سوق العمل، ليقوموا بملء الفراغ الكبير لمتطلبات هذا السوق،خصوصاً من جانب الوظائف، الأمر الذي يعد من الضروريات للتنمية الاقتصادية، والتنمية البشرية، وكما أنه جانب اجتماعي مهم، حيث حرص خادم الحرمين الشريفين، بشكل كبير جداً على التنمية البشرية، وخلق وظائف جديدة للشباب، وإرسال الطلاب للدراسة في أكبر وأفضل الجامعات في العالم، وكلها لأن خادم الحرمين الشريفين مهتم جداً بتنمية الشباب، وجعلهم هم الذين يديرون شركاتهم وهم الذين يديرون كل ما يتعلق بالاستثمار وتنمية الاقتصاد السعودي، وبأنفسهم دون أي تدخل خارجي. هايز متحدثا ل «الشرق»