هل لك أن تتخيل أنك في حي النسيم الشرقي في العاصمة الرياض أو كما يطلق عليه الشباب مسمى (شيكاغو الرياض)؟، وهل لك أن ترى العمالة السائبة تجول الأحياء ليلا نهارا، تسلب وتنهب في وضح الشمس الحارقة؟! وهل لك أن ترى الشوارع التي أكل عليها الدهر وشرب وغسل يده كما (غسلناها) نحن قاطنيها؟! وهل لك أن ترى شركات المقاولات التي (تتفشخر وتكشخ) فقط بلافتاتها الضخمة والمعلقة على نواصي الشوارع وتعتقد أنها سوف تصمم مدينة كريستالية فخمة شبيهة بمنهاتن نيويورك؟! وهل لك أن ترى التخطيط الخاطئ للشوارع المعقدة والمتاهات الطويلة؟ لأول مرة في حياتي أرى شارعين مرصوفين بمسار واحد باتجاه واحد حيث اللامكان؟ وهل وهل وهلاّت كثيرة لا تنتهي! نعم فهذه ال(هلاّت) في النسيم! منذ أكثر من 15 عاما وأنا أرى في شارعنا (أبو الأسود الدؤلي) التحويلات الكونكريتية والحفريات التي كل يوم نتفاجأ بسقوط أحدهم بها ومنذ ذلك الحين وأنا أقول سوف يكون الشارع جميلا ومرصوفاً بالألوان الزاهية، وسيكون حيّنا الجميل مرتعاً للأطفال والمتنزهات الخلابة (متفائل الأخ!)، بيتنا محاصر بثلاث مدارس متهالكة من الميمنة والميسرة والمقدمة فكل صباح أستمع إلى أناشيد الطلاب الصغار وعلى صراخ المدرس وهو يقمع الطلبة الصغار بصوته الأجش المخيف، وعلى وقع «لا صوت يعلو صوت المدرس»! والكهرباء التي تنقطع كل صباح بحجة خطأ في الكيبل المغذي للنسيم والشاحنات المرصوصة في الشوارع والتي أصبحت مرتعاً للجريمة. سألني أحدهم أين تسكن فقلت في حي النسيم فقال لم أسمع به من قبل! فقلت معقول؟! رباعيات: شوارع فخمة في حي العليا ولكن في النسيم الحي عادي (لقد ناديت لو أسمعت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي)