مع كل يوم جمعة يرفع الخطباء والمصلون أكفهم إلى السماء بأن يوفق الله قائد الأمة إلى ما فيه خير صلاحها، وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير، فمن هم البطانة الحقيقيون للقيادة؟ هم كثر بالطبع، وكل من يعمل في المراكز القيادية لأجهزة الدولة هم من البطانة الذين يتوسم فيهم الخير، ومن يقصر منهم في أداء واجباته سوف تكشف واقعهم الأيام، وتزيحهم القيادة عن مناصبهم لا شك، وتبحث عن الأفضل الذي يحقق طموح الدولة في السهر على تحقيق ورعاية مصالح البلاد والعباد. لكن هناك بطانة أقرب وأكثر تأثيراً في القرار الذي يهم الشأن الداخلي ومصالح المواطنين والخدمات المقدمة لهم، أهمها رئيس وأعضاء المجلس الاقتصادي، ورئيس هيئة الخبراء ومن يعملون معه، واللجنة الفرعية للجمعية العامة لمجلس الوزراء، وبالطبع رئيس الديوان الملكي والمستشارون المقربون من الملك. هؤلاء يعملون على مدار الساعة تقريباً، وهم الذين يعدون ويصيغون الأنظمة والقرارات التي ترفع لرئيس مجلس الوزراء، التي تقرر الحقوق والواجبات. فهم من يقترحون على القيادة سبل تحقيق الخير من خلال القرارات والتوصيات المكتوبة، وعليهم مسؤولية عظيمة في البحث والتقصي عن القرار السليم الذي يساعد ولي الأمر في تحقيق مصالح البلاد والعباد وهو موضوع الدعاء الأسبوعي للمصلين وخطباء المساجد كل يوم جمعة. وحقيقة الدعاء وحده لا يكفي، بل هناك جرد سنوي للأعمال التي أنجزت، والقرارات التي اتخذت التي يتضمنها الخطاب السنوي للملك أمام مجلس الشورى. هذا تعريف البطانة في أعلى الهرم، وهناك لكل وزير وأمير منطقة ومسؤول قيادي فريق من البطانة من الوكلاء والمستشارين والمساعدين. وحسن اختيارهم سيساعد المسؤول لا شك في تحقيق أهداف الدولة فيما يتعلق بمصالح المواطنين.