من أكبر عيوب السيارة أنك مضطر لركوبها.. ست ساعات وأنا راكبها.. طبعا نزلت منها ثلاث مرات أو هكذا.. الطريق خمس مسارات.. وهو من أحلى الطرق.. كانت السيارات فيه مثل البقرات.. الطريق مزحوم بالبقرات.. مليان جدا بالبقرات.. كل الناس طبعا يعرفون طريقة ركض البقرة.. وهي تخفض رأسها وترفع وأنتم بكرامة ذنبها.. البقرة ما تقدر تركض بشكل مستقيم أبدا.. تروح يمين وشمال.. مثل سياراتنا.. في بعض السنين القديمة كان الشباب يسمون سيارتي البقرة.. وإذا بغيت أركبها يقول لي الشباب وهم يضحكون: خذ السطل يا أبوهايس واحلبها قبل ما تركبها.. أو: ارضعها قبل ما تركبها.. وأنا طبعا أطفش جدا من مزحهم الثقيل. أقول: الطريق خمسة مسارات مليانة جدا بالبقرات مالها أوّل وشيء أكيد مالها تالي.. اللي في أقصى اليمين فجأة تنحرف إلى أقصى اليسار.. والعكس شبيه.. مضى على ركوبي عشر دقايق.. وكنت كأنني وأنتم بكرامة ذنب البقرة من شدة الانتباه والتوتر، خاصة أنني وجدت نفسي في الوسطي من غير رغبتي.. لكن الوسطي عند ربه غالي مثل ما يقولون.. وأنا مشدود الانتباه جت البقرة من آخر اليمين تركض آخر سرعتها تبي تخرج من اليسار وبغت تصدم بقرة في اليسار فانزلقت اللي في اليسار وصارت ترسم دواير قدامنا.. وبدأت البقرات بالانزلاقات.. الحمد لله أنا وبقرتي ما انزلقنا.. رفعت بقرتي رأسها وأنزلت ذنبها وأخذنا نضحك قليلا.