وجّه مسؤولٌ سوداني في القوات المسلحة السودانية من الرياض، أصابع الاتهام للنظام الليبي البائد (نظام معمّر القذافي) وحمّله مسؤولية دعم بعض الأطراف المُضادة لحكومة الخرطوم بالسلاح والعتاد. وكشف الناطق بلسان القوات المسلحة السودانية العقيد خالد الصوارمي، عن دلائل وصفها ب “القطعية” والتي تُثبت معمّر القذافي في دعم الأطراف المتناحرة ضد النظام الرسمي، بالعتاد والسلاح، لاستمرار التنازع والاقتتال في السودان. وقال الصوارمي أمس في مؤتمرٍ صحفي في سفارة الخرطومبالرياض “لدينا قرائن بدعم العقيد القذافي وإمداد بعض المتمردين وحركات التمرد التي تأويهم وتُجندهم، خصوصاً تلك الميليشيات التي تستقر شمال ولاية دارفور المحاذية للحدود الليبية”. واستدل الصوارمي بإيواء العقيد القذافي لزعيم المعارضة خليل إبراهيم في ليبيا، بالإضافة إلى نوعية الأسلحة والعتاد التي وصلت إلى أيدي المتمردين، وهو الأمر الذي يُثبت وبقوه ضلوع القذافي بدعم التمرد في مواجهة حكومة السودان. وألمح إلى ما وصفه ب”المعسكرات” داخل الأراضي الليبية والتي تهدف إلى الزج بالمقاتلين في السودان، ولمست الحكومة السودانية عودة الهدوء وانكفاء التوترات بعد مقتل القذافي. وقال “الآن وبعد مقتل القذافي أصبحت دارفور خالية من التوتر بكافة أشكاله، القذافي كان يسعى بشكل مباشر الاستفادة من التوترات وبعض الأحداث التي تشهدها الأراضي السودانية، هذا بالنسبة لنا شيئ مؤكد”. وأضاف المسؤول السوداني “لدينا معلومات بتدخل دول أخرى غير القذافي في الشأن السوداني المحلي الخاص، من حيث دعم التوتر والاضطرابات في المناطق السودانية، ومنها على سبيل المثال يوغندا التي لن تتوانى في التصريح بشكل واضح وصريح بدعم التمرد والتدخل في الشأن السوداني، لكننا في السودان وخصوصاً في القوات المسلحة السودانية، لا نكترث لمثل هذه التصريحات، نحن نهتم ونولي بالدرجة الأولى الاهتمام بحفظ الأمن، وضرورة أن ينعم المواطن السوداني بحقوقه، مع توفير بيئةٍ مناسبةٍ للحياة والعيش بعيداً عن التوترات والاضطرابات”. وأضاف حول تدخلات دولٍ أخرى لم يُسمّها في الشأن السوداني، عبر مؤسسات ومنظماتٍ عامة في تلك الدول، واعتبر ضبط أربع أجانب في السودان على أنهم خبراء متفجرات وألغام، ودخولهم بشكلٍ غير مشروع دليلاً على تلك التدخلات، سيما أنه تم إلقاء القبض عليهم في مناطق مُضطربة. وقطع الصوارمي أنه لا يمكن أن تفكر الخرطوم في التفاوض مع أي طرف يمثل حركات مُسلحة، إلا بعد اتفاقات تقضي بنبذ المتمردين والمسلحين، وفي حال بقاء المتمردين، لا يُمكن أن يتم التفاوض. ويتركز برنامج المسؤول السوداني على لقاءات عدة ينوي القيام بها مع الجالية السودانية في المملكة العربية السعودية، لتوضيح الصورة، وإزالة الضبابية التي تكتنف الشأن السوداني في ظل الأوضاع الدائرة على الأرض، والتوترات المتلاحقة بين السودان الشمالي والآخر الجنوبي، وهو ما أفرزه الانفصال بين الدولتين.