كشفت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمدينةالمنورة، عن إعادة شرطة المنطقة أربع فتيات أمس الأول، بعد محاولتهن الخروج من إحدى الدور البعيدة عن قرية الأيتام، التي احتجزن بها تأديبيا قبل 15 يوما، لارتكابهن مخالفات بالقرية، فيما طالبت الشرطة بإنهاء عزل الفتيات، وإعادتهن إلى القرية. وأكدت مديرة الجمعية إيمان فلاته ل «الشرق» إن القرية، هي من أبلغت شرطة المدينة عن هروب الفتيات، خوفا من وقوعهن في مخالفات أخرى أيضا. مشيرة إلى أن القرية، تتعاون بشكل وثيق مع إمارة المنطقة، والجهات الأمنية بالمنطقة. مؤكدة أن المكان الذي احتجزت فيه الفتيات ليس سجنا، أو مكانا مخصصا للعزل، وإنما هو دار سكنية تابعة للقرية، موضحة أن هناك العديد من المشاغبات بالقرية، لكن موضوعاتهن تؤخذ سرية. أما الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة العقيد فهد الغنام فأكد أن الجهات الأمنية أعادت الفتيات الهاربات، وعددهن أربع، بعد أن كسرن باب الشقة السكنية التي احتجزن بداخلها، منذ 15 يوما. ولفت إلى مطالبة الجهات الأمنية عودة المحتجزات إلى القرية، وإنهاء عزلهن بمفردهن بتلك الشقة، مضيفا أن الشرطة خاطبت الجمعية الخيرية وفرع وزارة الشؤون الاجتماعية، بضرورة تنفيذ رغبة الفتيات على وجه السرعة. إلى ذلك أوضحت مشرفة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمدينةالمنورة شرف القرافي ل «الشرق» أن لجنة من الجمعية توجهت إلى قرية الأيتام أمس، ورصدت كافة ما يجري هناك، وسترفع تقريرا شاملا إلى رئيس الجمعية الدكتور مفلح القحطاني، الذي أكد بدوره ل «الشرق» أن الجمعية ستطلع خلال اليومين المقبلين على تقرير مكتبها بالمدينةالمنورة، للتوجيه بما يلزم ومخاطبة الجهات المختصة حوله. من جهتها زعمت إحدى الفتيات المحتجزات ل «الشرق» أمس أنهن اضطررن لكسر باب الشقة بسبب عدم إطعامهن لعدة أيام، مشيرة إلى أن الجهات الأمنية أعادتهن إلى الشقة بعد رصد حارس المبنى خروجهن. وكانت «الشرق» تواصلت مع إحدى الفتيات المحتجزات تحتفظ «الشرق» باسمها، قبل 12 يوما، حيث تحدثت عن ما وصفته، باتهامهن جزافا بارتكاب مخالفات، دون وجود أدلة تثبتها. وقالت إن سبب عقوبتها هو خروجها خلسة مع إحدى الفتيات لحضور مناسبة اجتماعية خارج الدار، بعد أن رفضت مديرة الدار السماح لها بذلك، مشيرة إلى أن زميلاتها أخبرنها هاتفيا بضرورة العودة عاجلا، بعد أن حضرت الدوريات الأمنية خارج مقر القرية بشكل مكثف. مشيرة إلى أنها أحيلت مع زميلتها إلى التحقيق فور عودتهما، حيث وجهت لهن تهما من بينها، محاولة الاعتداء على مشرفات القرية، واستخدام أدوات وعقاقير مضرة بالصحة العامة. وذكرت أنهما مكثتا ثلاث ساعات بمركز الشرطة، حتى أحليتا إلى دار الرعاية، حيث نقلتا في اليوم التالي لهيئة التحقيق والادعاء العام. كما زعمت الفتاة أن إدارة القرية رفضت استقبالهن، بعد انتهاء التحقيقات، مما دعاهن للمكوث بدار الرعاية تسعة أيام أخرى، قبل أن يعدن للقرية بشروط، منها عدم الجلوس مع فتيات القرية، وعدم التدخين. وطالبت بإنصاف فتيات القرية، ووضع حد لمعاناتهن، وإعادة النظر في العقوبات الخارجة عن النص، كما وصفتها، وصرف التبرعات المالية القادمة من فاعلي الخير عليهن، وكذلك المعونات العينية والمادية الأخرى. «الشرق» خاطبت مدير فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدينةالمنورة حاتم بري، للاستفسار عن أسباب احتجاز الفتيات، ومدى قانونيته، إلا أنه طلب الرجوع لمديرة الإشراف الاجتماعي بفرع الوزارة نادية العقبي، التي أحالت الاستفسارات برمتها إلى مديرة الجمعية إيمان فلاته.