أعلنت حلب أخيراً انضمامها للثورة السورية وأطلق على يوم جمعة أمس «أبطال جامعة حلب»، وخسر أبواق النظام ما كان يسمونه ولاء أكبر مدينتين سوريتين له. وشهدت حلب أكبر التظاهرات منذ اندلاع الثورة السورية، وقال أحد المشاركين ل «الشرق»: إن ما جرى كان أقرب إلى الحلم، فعصر الخميس خرج طلاب كلية الهندسة الكهربائية من الامتحان، بينما الطلاب يتناقلون خبر وصول المراقبين إلى الجامعة، وتوجهوا نحو ساحة الجامعة، غير مكترثين بعناصر الشرطة والمخابرات، ووصلوا إلى أمام فرع الحزب، وانضموا للمظاهرة على الفور. وأضاف الطالب أن عناصر الأمن أطلقت قنابل الغاز على المتظاهرين أمام المراقبين، بينما علت الهتافات بإسقاط النظام و لعن الحزب وقادته، وتحولت سيارات المراقبين في الخارج إلى دفاتر كتب عليها الطلبة شعاراتهم ومطالبهم، وعندما خرج المراقبون من مقر الحزب، أعطاهم الطلاب قائمة بأسماء المعتقلين والشهداء، في حين بدأ عدد من الشبيحة يهاجمون المتظاهرين بالحجارة والزجاج ما أدى إلى جرح أحد الطلاب. وأخبر الطلاب المراقبين أن الأمن والشبيحة سيطلقون النار بمجرد مغادرتهم ويشنون حملة اعتقالات، وتجمع المتظاهرون بالآلاف في ساحة الجامعة، وهي أكبر ساحة بعد ساحة سعد الله الجابري، ووصلوا إلى ساحة كلية الطب حيث رجموا صورة الرئيس ورفعوا علم الاستقلال. ويستطرد الطالب: كثير من الطلاب تركوا امتحانات العملي وانضموا للمظاهرة وشعرنا أننا بوصولنا للساحة أسقطنا النظام، وأزلنا ما تبقى من صور مرشحي مجلس الشعب وعلقنا علم الثورة فوق أكثر من سارية، وطوال ساعتين ونصف لم يستطع النظام جمع خمسين شخصا ليهتفوا له، لكن عدداً من المرتزقة راحوا يرموننا بالحجارة، وجرحوا عدداً من الطلبة، وهنا تدخل الأمن بأعداد كبيرة وأطلق قنابل الغاز. وأمس سجل ناشطون انطلاق مظاهرات حاشدة في معظم مناطق حلب وأحيائها، إذ خرج أكثر من خمسة آلاف متظاهر في حي الشعار من جامع نور، وسمع صوت انفجار قوي أعقبه إطلاق رصاص غزير، وخرجت مظاهرة بمشاركة نسائية في منطقة الباب، وثالثة في حي الهلك من أمام جامع عثمان بن مظعون، ورابعة ضمت الآلاف في حي صلاح الدين رغم الانتشار الأمني وإطلاق الرصاص. كما خرجت مظاهرات في كل من إعزاز وحريتان وحي أقيول وفي مدينة منبج ودايق والسفيرة دعماً للحراك الطلابي في جامعة حلب ومطالبة بإسقاط النظام وإعدام الرئيس ونجدة المدن المحاصرة. من جهة أخرى أفاد ناشطون عن انشقاق العميد الركن حيدر حسن الناصر رئيس القسم الخارجي بقيادة شرطة حمص، وعن مقتل العميد نزار حسن قائد اللواء 73 علي يد سرية الموت التابعة للواء خالد بن الوليد.