1 – الفراشة على الرغم من أن الروائي الفرنسي الكبير جان جينيه، صاحب السيرة الفاتنة “يوميات لص”، و”أسير عاشق”، و”شعائر الجنازة”، قال عنها “إنها رواية مملة” في حديثه إلى الروائي المغربي محمد شكري في كتابه الجميل “جان جينيه في طنجة”، إلا أنني وجدت أن رواية “الفراشة ” للفرنسي هنري شاريير (رغم ضخامتها إذ تجاوزت في طبعتها العربية ال 500 صفحة) من أجمل الروايات التي تناولت ضراوة “المعتقلات” وتوق المعتقلين للحرية بدليل تكرار محاولات الهرب المحفوف بالموت قتلاً برصاص الجند أو غرقاً في الوحول. إنها ملحمة عذبة عن الإنسان والمصائر الملتبسة. إن مشهد أولئك المصابين بالبرص لا يزال عالقاً في ذهني ودائماً ما يحضر بإلحاح مع أني قرأتها أثناء دراستي في الجامعة. وكلما استعارها صديق ولم يفِ بإعادتها، اشتريت نسخة أخرى وطبعة جديدة، الترجمة قام بأعبائها الرائع تيسير غزاوي. 2 – زوبك أكاد أجزم أن رواية “زوبك” هي من أهم الروايات التي قرأتها في حياتي وهي من أهم الروايات التي كتبها الروائي التركي عزيز نيسين، رواية مليئة بالسخرية العالية والنقد المدبب الضاحك الذي يتناول فساد المجتمع والناس، إن نيسين كان يسعى لهدم ما يمكن تسميته ب”الزوبكية” المبدأ المؤسس على الخداع والحيلة والتذاكي، بطل ذلك المبدأ هو الشخصية المحورية في الرواية إبراهيم بيك! وكل “كلب يلتجئ إلى ظل العربة فيظن أن ظل العربة ظله “من فرط الوهم وسطوة الذات. الرواية فاتنة بكل معنى الكلمة. وقام بأعباء الترجمة عبدالقادر عبداللي المتخصص في ترجمة الأدب التركي. الرواية صادرة عن دار الأهالي.