الكاتب الفرنسي الشهير جان جينيه، «الأسير العاشق» للثقافة العربية على حد تعبيره الشخصي في كتابه الحامل هذا العنوان، شعر بالسعادة وهو يرقد في مثواه الأخير في مدينة العرائش المغربية، ويطل من خلالها على أمواج المحيط الأطلسي. وكذلك وهو يرى أن هذه المدينة المغربية التي فضل أن يدفن فيها، كانت سباقة للاحتفاء به في الذكرى المئوية الأولى لولادته (1910). وقد استحضرت المدينة كل الأوقات التي قضاها فيها والحب الكبير الذي كنه لها منذ أن وطئت قدماه ترابها. هذه المدينة المغربية الهادئة والجميلة تشهد في ذكرى مئويته الأولى، احتفالاً ثقافياً متميزاً، به وبأعماله، الروائية منها والمسرحية والشعرية، وقد نظمت في مختلف فضاءاتها الثقافية، مجموعة من الأنشطة الثقافية المهمة شملت قراءات شعرية باللغتين العربية والفرنسية لمجموعة من الشعراء المغاربة بينهم عبدالمجيد بن جلون وعبد الواحد بناني ومحمد الصيباري وغيرهم، وشملت أيضاً ندوات أدبية حول التجربة الأدبية الفريدة لهذا الكاتب الكبير، صاحب «يوميات لص»، و «الأسير العاشق» ومسرحية «الخادمات» ورواية «معجزة الوردة» وسواها من الأعمال الأدبية المعروفة، والتي ترجم الكثير منها إلى العربية. وكتبت عنه مجموعة من الكتب بالعربية نذكر منها كتاب الروائي المغربي الراحل محمد شكري «جان جينيه في طنجة» وقد ترجم إلى الفرنسية والانكليزية. استطاع الكاتب جينيه في حياته أن يقيم علاقات صداقة متميزة مع كثير من الأدباء المغاربة من بينهم محمد برادة ومحمد شكري وسواهما. ولقيت المؤلفات التي كتبها اهتماماً كبيراً في الوسط الثقافي المغربي، سواء من حيث الكتابة عنها أو من حيث المساهمة في ترجمتها إلى العربية.