افتتح وزير الزراعة فهد بالغنيم اليوم الأحد، المؤتمر العلمي الأول لتنمية النخيل والتمور في الوطن العربي، وذلك بمقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بحضور رئيس المدينة محمد بن إبراهيم السويل، ونائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي عبدالعزيز بن محمد السويلم. أكد ل ” الشرق ” وزير الزراعة فهد بالغنيم بالقول:” بأننا في مجال التسويق لا نزال في حاجة إلى عمل أكثر بكثير مما هو حاصل الآن، ولكن يوجد جهود طيبة بدأت في عملية التسويق، ولكننا لا نزال نتطلع لأكثر ونحن نقدر القائمين على هذا الجهود خاصة، وندرك بأعيننا الإقبال على منتجات التمور في المملكة العربية السعودية لها موثوقية وأنواعها فاخرة فهي تحقق رغبات المستهلك وسوف نزيد من تحسين عملية التسويق وهذه الجهود تستمر دائما بالأفراد والمؤسسات”. وقدر بالغنيم في كلمته الافتتاحية في المؤتمر عدد أشجار النخيل المنتجة في المملكة عام 2010م بأكثر من 23 مليون نخلة فيما بلغت الكمية المنتجة من التمور في نفس العام ما مقداره حوالي مليون طن من التمور قيمتها نحو 8 مليار ريال تمثل نحو 19% من الناتج المحلي الزراعي، مؤكدا بأن المساحة المزروعة بالنخيل في المملكة العربية السعودية بلغت عام 2010م نحو 155 ألف هكتار تمثل نحو 19% من إجمالي المساحة المحصولية، ونحو 69% من إجمالي مساحة المحاصيل الدائمة . وأشار بالغنيم إلى الدعم الذي تقدمه الدولة للنخيل والتمور قائلا :” إن الدولة تدعم قطاع النخيل والتمور بشكل كبير جدا فقد صدر الأمر السامي الكريم في مجلس الوزراء بتأسيس المركز الوطني للنخيل والتمور بتكلفة مقدارها (خمسة عشر مليون ريال)، بالإضافة إلى دعم التكاليف التشغيلية للمركز للسنوات الخمس الأولى بملبغ (خمسة وعشرون مليون ريال) سنوياً، أي مائة وأربعون مليون ريال وذلك تحت مظلة الغرف التجارية بالتنسيق مع وزارة الزراعة كاشفا عن جهود تأسيسية الآن من قبل مجلس الغرف التجارية وذلك لتشكيل مجلس الإدارة وتوقع بالغنيم أن يكون لهذا المركز دور كبير وفعال في عملية التسويق للتمور” . وأوضح بالقول:”أن إنتاج النخيل والتمور بالوطن العربي يواجه مشكلة الآفات الزراعية التي تشكل هاجسا مزعجا للمزارعين، وتسبب خسائر اقتصادية عالية لهم”، مشيراُ إلى أن آفة سوسة النخيل الحمراء تعد من اخطر الآفات الحشرية التي تصيب أشجار النخيل، ونوه بالجهود التي تبذلها وزارة الزراعة لمكافحت هذه الحشرة، حيث سخرت كافة الإمكانيات البشرية والفنية المتاحة للتصدي لها والحد من دائرة الإصابة بها ، مؤكدا على أن المملكة العربية السعودية أطلقت بداية العام الماضي حملة شاملة لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء بطريقة الحقن الشامل للمبيد داخل جذع النخلة المصابة تحت ضغط منخفض مع الرش الخارجي باستخدام مواد حيوية وكيميائيه، كطريقة جديدة للمكافحة ضمن عناصر المكافحة المتكاملة تمت تجربتها على مدار ثلاث سنوات وثبتت كفاءتها وسيتم تطبيقها على كافة المزارع في المناطق المصابة بالمملكة العربية السعودية. من جهته أكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل ” أن قطاع النخيل والتمور سيكون أحد التوجهات في الخطط الوطنية التي تتبناها المدينة والقطاعات الحكومية الأخرى مثل وزراعة الزراعة، نظرا لأنه يعد من أهم القطاعات الزراعية التي تتطلب الرعاية والاهتمام من القطاع الحكومي والقطاع البحثي، مشيراً إلى أن المدينة قدمت دعماً لهذا القطاع بأكثر من 100 مليون ريال خلال العقد الأخير”،مشيرا إلى اقتراح اتحاد مجالس البحث العلمي العربية الذي تبني المملكة العربية السعودية لرابطة أبحاث النخيل والتمور، وسارعت المدينة بصفتها ممثلا للمملكة العربية السعودية في هذا الاتحاد ،إلى تبني الرابطة وأمانتها في مقر المدينة بالرياض ،قناعة منها بأهمية هذه الرابطة التي تهدف إلى تنسيق العمل العربي المشترك، في مجال الأبحاث وتطبيق التقنيات وتبادل الخبرات والاستشارات بين القطاعات العربية المعنية بالنخيل والتمور. وبين رئيس اللجنة العلمية أمين رابطة أبحاث النخيل والتمور بالوطن العربي ناصر بن صالح الخليفة ،أن عناصر الاستثمار في قطاع النخيل والتمور لازالت تقليدية ولا تتعدى أصناف مختارة ومنتخبة من التمور، بينما هناك أنواع أخرى من التمور ومنتجات النخلة الثانوية من الأخشاب والسعف والنوى والليف لازالت غير مستثمرة، كما أن الصناعات التحويلية من التمور لازالت محدودة. وأضاف بأن شجرة النخيل لا زالت تعاني من التقصير في حقها والاهتمام بها كثروة قومية وإقليمية من خلال البحوث والتصنيع واستثمار المنتجات وتطوير آليات التسويق وتبادل الخبرات. وأوضح أمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية مبارك بن محمد مجذوب، أن اتحاد مجالس البحث العربية ومقرها العاصمة السودانية الخرطوم، هو أحد منظمات جامعة الدول العربية، الذي يسعى إلى تنسيق البحث العلمي المشترك في الوطن العربي، مشيراً إلى أن الاتحاد قد عدا عدداً من استراتيجيات، كان آخرها إستراتيجية تحدد عمل الاتحاد خلال الفترة (2008م- 2016م)، لتنفيذ خطة عمل في ثلاثة مراحل زمنية متساوية. عقب ذلك افتتح وزير الزراعة فهد بالغنيم معرض النخيل والتمور المصاحب للمؤتمر، وتجول في المعرض واستمع لشرحٍ مفصل عن محتوياته من قبل القائمين على المعرض، بعدها دشن الدكتور بالغنيم رابطة أبحاث النخيل والتمور على الشبكة الإلكترونية. عقب ذلك بدأت فعاليات المؤتمر الذي تضمن 40 ورقة عمل، ويهدف إلى تسليط الضوء على أهمية قطاع التمور والنخيل في العالم العربي، ودور القطاع في دعم الاقتصاد في الوطن العربي، فضلاً عن عمليات التصنيع والتسويق والتقنيات والابتكارات في مجال النخيل والتمور، حيث يوفر الفرصة للمشاركين من باحثين وصناع قرار ومستثمرين للتواصل والاتصال وتشجيع التعاون لتنمية وتطوير هذا القطاع والعاملين به. وأوضح أحد المشاركين في المعرض مدير وحدة المزارعين العضويين في الجمعية السعودية للزراعة العضوية بدر المطيري أن الهدف من المعرض توسيع مساحة المزراعين العضويين في المملكة العربية السعودية وتوعية المستهلك بالشركات الموثوقة وكيف يمكن للمستهلك أن يكتشف المنتج العضوي وكذلك التعريف بالشعار الوطني الخاص بالزراعة العضوية الذي أطلق من مدة قصيرة حسب المواصفات السعودية زيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار. وقال أحد المهتمين بالتمور وصاحب مؤسسة خيرات طيبة طلال عمر أبو عوف بأنه يحرص حضور هذه المعارض والمؤتمرات لإبراز المنتج السعودي من التمور ولا سيما تمور المدينة وأضاف هذه المعارض لها دور كبير في ترويج المنتج المحلي بشكل جيد ولي تطلعات خارجية فقد كنت أحضر كزائر لكنني وبعد ما شاهدت من نجاحات داخلية وخارجية قررت الاستمرار في حضور هذه المعارض. فهد بالغنيم | مؤتمر النخيل | وزارة الزراعة