لا يزال دور المسعفات السعوديات في الهلال الأحمر يُعد خجولاً على الرغم من مباشرة ثلاث فرق نسائية يعمل فيها أكثر من 300 متطوعة عمليات الإسعاف بطبيبات متمرسات، في مواسم الحج والعمرة وفي أوقات الكوارث والأزمات، وفيما تنتظر المسعفات السعوديات قراراً رسميا يعلن تطبيقهن فعلياً للعمل الإسعافي، صرّحت مدير عام الإدارة العامة للأقسام النسائية في الهلال الأحمر الدكتورة منيرة المزروع، أن الإدارة تسعى لأن يكون للمرأة دور في معالجة الحالات الإسعافية حيث إن دور الموظفات العاملات في الهلال الأحمر لا يتجاوز الدورات التدريبية والتوعوية التي تقام في مدارس التعليم والجهات الحكومية، و أكدت أن عدد الدورات التدريبية المنفذة منذ عام 1429ه إلى عام 1432ه بلغ (779) دورة لعدد (18,340) مستفيدة في مختلف مناطق المملكة إضافة إلى تنفيذ عدد (780) محاضرة وما يقارب (75) مشاركة خارجية في الأيام والمناسبات العالمية، واستفادت (50,000) امرأة من جميع الفئات. «الشرق» التقت مجموعة من النساء للوقوف على معرفتهن بعمل المسعفات، واتفقن على الإجابة أنهن لم يسمعن عن نساء يعملن في الهلال الأحمر النسائي. التدريب والتوعية وأوضحت مدير عام الإدارة العامة للأقسام النسائية في الهلال الأحمر السعودي الدكتورة منيرة المزروع أن إدارتها تسعى إلى وجود مسعفات يساهمن في إسعاف الحالات الطارئة، ويكون لهن دور في معالجة المصابات من السيدات أو الطالبات في المرافق التعليمية والجهات النسائية المختلفة حفاظا على خصوصية المرأة، وذلك بوضع الخطط اللازمة لتحقيق هذا الأمر وفق ضوابط وشروط معينة، مشيرة إلى أن دور الأقسام النسائية حالياً يرتكز على تحقيق أهداف الهيئة ورسالتها السامية من خلال مهام القسم التي تضمنت التدريب والتوعية والتطوع وذلك بتنفيذ الدورات التدريبية التي تمكن المتدربة من التصرف الصحيح باتباع الخطوات الإسعافية الصحيحة لأية حالة طارئة تواجهها في الحياة اليومية وكسر حاجز الخوف ودعم الثقة بالنفس بتطبيق العمل لهذه الخطوات. الإنعاش القلبي وأشارت المزروع إلى نجاح تنفيذ برنامج الأمير نايف لمبادئ الإسعافات الأولية حيث يتم تدريب المتدربة على كيفية تنفيذ الإنعاش القلبي الرئوي والتعامل مع حالات الاختناق (الغصة) والتعامل مع الأمراض المزمنة وأمراض القلب ويتم تنفيذ هذه الدورات مجانا بأمر من رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك في مراكز التدريب كافة، وكذلك لجميع المؤسسات والجهات الحكومية في مقرها إضافة إلى تقديم محاضرات عن الإسعافات الأولية لجميع الفئات العمرية بالمدارس والجهات الحكومية ونشر رسالة الهيئة بالمشاركة في الأيام والمناسبات العالمية. المرافق التعليمية وأضافت المزروع «إن عدد الدورات التدريبية المنفذة منذ عام 1429ه إلى عام 1432ه بلغ (779) دورة لعدد (18,340) مستفيدة من قبل الأقسام النسائية بمختلف مناطق المملكة، إضافة إلى تنفيذعدد (780) محاضرة وما يقارب (75) مشاركة خارجية من خلال تفعيل الأيام والمناسبات العالمية، وعدد المستفيدات يقارب (50,000) من جميع الفئات، وأشارت المزروع أن جميع البرامج التدريبية تستهدف جميع الطالبات في المدارس الخاصة والحكومية وكذلك طالبات الجامعات إضافة إلى منسوبات هذه المرافق التعليمية وأية جهة حكومية نسائية هي ضمن الفئات المستهدفة لبرامج الهيئة، وكذلك يمكن المساهمة في إسعافات بعض الحالات فقط من خلال تفعيل برنامج الفريق الإسعافي التطوعي وكذلك من خلال مشاركة المتطوعات من طبيبات وممرضات ضمن خطة التطوع لخدمة الحجاج والمعتمرين. مجلس الشورى وذكر مصدر مسؤول في هيئة الهلال الأحمر السعودي «تحتفظ الشرق باسمه» أن آليات تفعيل عمل المرأة في الهيئة كمسعفات يحتاج لقرار من مجلس الشورى ليرى النور باعتبار المجلس الجهة العليا التي تمثل الشعب، وأضاف المصدر «أن هناك عدة دراسات قامت بها الهيئة لإشراك المرأة في أنشطة الهيئة من إنقاذ المصابين في الحوادث وإغاثة المنكوبين وقت الأزمات ولكنها تظل دراسات إذ لم يصدر فيها أمر سامٍ كما أنها لم تناقش في الشورى». ضوابط شرعية وكشفت مشرفة اللجان التطوعية بالمنطقة الغربية، استشارية طب الأسرة والمجتمع في الحرس الوطني بجدة الدكتورة أسماء الرفاعي عن وجود عدد من الدراسات التي تقوم بها الهيئة لإشراك المرأة في العمل الإسعافي، ومن ضمن الاقتراحات التي تضمنتها الدراسات أن يقتصر عمل المرأة داخل المدن وسط النهار، أو أن تعمل داخل غرف العمليات في استقبال المكالمات، مع التزامها بالضوابط الشرعية من لباس وغيره، ولكن الاقتراحات لم تأخذ حيز التنفيذ نظراً لعدم وجود قسم متكامل في منطقة مكةالمكرمة على غرار القسم النسائي بالرياض، مؤكدة أن عدد المتطوعات في منطقة مكةالمكرمة قد تجاوز ال 300 متطوعة ضمن ثلاث فرق هي فريق (رفيدة) ويعمل خلال فترة شهر رمضان داخل الحرم المكي الشريف، وفريق (زبيدة) الذي يعمل خلال موسم الحج في المشاعر المقدسة كافة، وفريق (نسيبة) الذي يعمل داخل الأحياء وقت الكوارث الطبيعية، مؤكدة أن أعدادهن تزيد في بعض الأعوام وتنقص بحسب ظروفهن، حيث إن غالبية المتطوعات من التخصصات الطبية، ويتجهن للابتعاث لتكملة دراساتهن العليا، وذكرت أنهن يأتين إلى المملكة في فترة شهر رمضان كإجازة لينضموا ثانية إلى الفرق. نقص المتخصصات وأضافت الرفاعي أن الفرق التطوعية تعاني من نقص في أعداد الطبيبات والإداريات المتخصصات في جمع المعلومات وتكوين قواعد البيانات بأعداد وأسماء المتطوعات ووسائل التواصل معهن. وقد أكدت الرفاعي أن المتطوعات يأخذن عددا من الدورات المتخصصة في مهارات الاتصال وطرق تحمل الضغوط، ومهارات الحوار الإيجابي، و مهارات اتخاذ القرار، إضافة لتطوير خبراتهم المهنية، أما عن عمل النساء كموظفات رسميات أكدت الدكتورة أسماء أن كل القطاعات ترحب وتتقبل وجود طاقم إسعافي نسائي يتناسب مع طبيعة المرأة بالضوابط الشرعية لعملها، لكن لا توجد الآلية المناسبة لعملهن، خصوصاً إذا وقع حادث في الليل، والشوارع والأزقة الضيقة التي غالباً ما تكون غير آمنة و مكتظة بالرجال، خصوصاً تلك الحشود التي تطوق الطرقات وقت حوادث السيارات، مما يعيق حضور المسعفين فكيف الحال إذا ما وجدت امرأة مسعفة. نظرة حانية وذكر مستشار تطوير الموارد البشرية عبدالعزيز الطعيمي أن هناك مجموعة من الدراسات الأجنبية درست الميول الوظيفية عند الرجل والمرأة، تشير إلى وجود فوارق من حيث الميول واختلاف الناحية الجسدية والقدرات العقلية والجسمية، ولاشك أن هناك فارقا بين المرأة والرجل، وأن هناك وظائف تكون مناسبة للمرأة حيث تحتاج إلى نظرة حانية نسميها نظرة الأم، وهناك وظائف الطوارئ والدخول في عمليات القلب تحتاج إلى سرعة عمل دون تفكير وهي تناسب الرجل ولابد من السؤال ماهي الوظائف التي تحتاجها المرأة في الهلال الأحمر؟ فلابد من التدريب على الإنقاذ والتدريب على الحوادث المنزلية، ونحتاج إلى وجود مدربات نساء وليس مجرد دورات تثقيفية. مسعفة تمارس عملها في تضميد جرح امرأة