على طريقة شيخنا الرشيقة سأقول، حدثني رجل من الثقات أن قاضيا في المحكمة يتقاضى الرشوة، وأقسم على ذلك ثلاثا، وحدثني صديق لا يأتيه الباطل من بين أذنيه، أن رجلا ملتحيا «مطوع» يقضي أيامه البيض في المغرب بين الغواني والحسان. وأزيد، حدثني قريب لا يكذب ولا يتجمل، أن شيخا كان يعلم الناس الأخلاق وقبض عليه في قضية سرقة، وحدثني بيان من وزارة الداخلية أن مجموعة من المطاوعة تجري محاكمتهم بتهمة الإرهاب وقتل الناس. حسنا، شكرا لكل من حدثني، ولكن، هل يعني كل هذا أن هذه الفئة من الناس، جميعهم مرتشون وسارقون وإرهابيون، لماذا يصر شيخنا الفاضل على أن يصطاد دائما في الماء العكر؟. ما هذه الروح التحريضية التي يمتلكها الشيخ ولا يتنازل عنها أبدا؟، في تويتر كل تغريداته إما أن يتكلم عن نفسه وإنجازاته أو يحرض على آخرين، يجمع الداعية الفولولرز، لكي يقول لهم إن الليبراليين يجتمعون مع زوجاتهم في المسابح، «أي دعوة إلى الله هذه». يسوق مثالا قذرا، هو يعرف بالتأكيد أن لا أحد يفعله وإن فعله أحدهم فهو شاذ ومستنكر وغير مقبول، وكل همه أن يوصل للناس فكرة أن اللليبراليين إباحيون، والليبراليون طبعا يقصد بهم هؤلاء الذين يختلف معهم فكريا من الصحافيين والمثقفين، ويرى في مواجهته معهم حربا ضروسا لا بد أن يستخدم فيها كل الأسلحة. تضاف هذه الواقعة إلى زلات العريفي الكثيرة والمشينة، فقد تجاوز على سيد الخلق في قضية الخمر، ثم كررها في حديث «الحاكم» ووصفه الفوزان بأنه «صاحب هوى»، ثم لم يتوان عن نقل الكذب في قضية نزول الملائكة، وبقيت سورة «التفاح» معلقة بينه وبين ربه.