في مسلسل (لن أعيش في جلباب أبي)، بعنوانه الباهر، يتجلى صراع الأجيال بين الأب (نور الشريف) الذي أثرى من العدم والعرق، وابنه سعيد الذي نشأ منعماً أو – وشي في رأس عصيدة- كما نعبِّر في سراة عبيدة! بين عمامة الصعيدي وجلبابه الواسع في وكالة بيع العِدَد، وقميص سعيد (المحزأ) -آخر موضة- لا ينبي تباين اللبس عن تباين الذوق فقط بقدر ما يعبِّر عن اختلاف الأفكار وطريقة العيش.! بتعبير سيدنا الإمام علي: «خلقوا لزمان غير زمانكم «.. إن الشخص ليعبِّر بلباسه بأبلغ مما يقوله بلسانه، وبصفتي أعمل معلماً أرى مجاميع أبنائنا الطلاب من الجيل الجديد وكأن كل واحد منهم يريد أن يكون – نسيجاً وحده في اللباس- وما تشي به الزخارف والتطريزات من ميل للفردانية المطلقة.. كأني بالثوب يهتف: (الثوب يريد تغيير الزرار)!. ما كنت لأظن يوما أن يصير لأزارير الثياب الرجالية محلات متخصصة كما في جدة -مثلا-.. بل إنني ضحكت ملء شدقي عندما تأملت تصميماً يجعل فتحة الثوب بأزاريره من جانب الصدر الأيمن وكأنه قميص شيف! ثم خفت أن يفكر المصمم في جعل الأزارير إلى الظهر!. البعض لايزال يظن أن (ثورة التجديد) في لبس العقال أوعدمه.. شيخنا الكريم المحبوب عائض القرني يذهب هذا المذهب وإن كنت أرى أن ما تحت الشماغ والعقال أولى بالتجديد حيث جوهر الإنسان عقلا وروحا، (ولباس التقوى ذلك خير) كما في الذكر الحكيم.. سأعود بكم إلى سراة عبيدة، مرتع صباي وثوبي الأبهى.. كان عمي عوض بن هيف يأمرني أن أتمنطق الخنجر على الدوام، لا تعجبه (سرابيل) الثياب بدون حزام الخاصرة.. مات -رحمه الله- ومازال خنجره ميراثنا الأغلى.. مازلنا ننشد في أعراسنا: يالله إني طالبك في الستيرة إن ثوب الستر ماله قياس!