ستختار أمك قبراً لها وأنت ستجتاز سبعاً عجافاً تكون كفاصلة العمر بيني وبينك. سنين ستمطر موسمنا بالجراحِ ونحن كدمعة أمك مخفورة بالدعاء وبكْ. سأذكر وجهك ياسيدي كان غيماً يوزع أفراحه كالينابيعِ ثم يودِّعنا في ممرات أحزاننا. سأتلو عليك وجوهاً ستشتاق يوماً لرؤياكَ في ساحة الدار مبتسماً كالظلالْ. * (وجه أبيك) أبوك سيفقد – عما قليل – رؤاهُ سيفقد عينين لامعتين بأحزانهِ ستبيض حتى نوارس أحداقهِ بعد هدهدة لملامح مضجعهِ في رماد القبورْ. * (وجه أمك) وجه أمك ألمحه – الآن – مرتجلاً كنعاسْ. كثورة حزن سيختار قبراً يخبئ زهد ملامحهِ ثم يدلق أجملها عند أول نعشْ. ستسأل أمك عنك قبيل الرحيلِ وفيما نبرِّر – عنها – غيابك تترك دمعتها كالحنينْ. * (وجهي) وجهي الآن يترك سدته – ياعزيزي - ووجهك يفصلني عن سنينٍ تقربني الآن منكْ. سبعة لم تكن في يقين الولادةِ إلا كوقع فواصل تسرح في جمل ناشزةْ. * (وجه أخيك) وجهه كان ليلاً جريحاً وحبراً وأنت فواتحهُ. كان وجه أخيك ينوء بحمل مفاتيحهِ وفيما يحاول درء المفاصلِ عن حزنهِ كنت تذرفه كالقبلْ. * (قناع1) قناع هنا كنت أذكر أن ملامحهُ لا تكاد تضيءْ. وأنت على عتمة السبع تكبو وأنا واقف كسؤال أخيرْ. * (قناع2) هلاميةٌ إذ تكون ملامحهُ في الممراتِ حين أمرُّ عليها وحيدًا كغصنْ. هلامية كالعدالةِ شفافة كغشاء البكارةِ أمِّية كالأنينْ. * (قناع3) قناعٌ سيختبئ الذئب فيهِ وأنت عليه دم كاذبٌ. قناع أخير تفرع عن سنَّة في التواردِ بعد ثلاث سنينْ. قناع أخير تفرع عن لحظة للتخاطر إثر أنينْ. قناعان للإخوة الطيبينَ وآخر لكْ.