بدأت تباشير الباميا الحساوي، في النزول إلى الأسواق بكثافة، ومن المتوقع أن تزداد كلما ارتفعت درجة الحرارة، التي تنضج معها بشكل سريع، ويتراوح سعر الكيلو ما بين 25 و30 ريالاً، مشكلاً عائداً اقتصادياً للمزارعين. وتختلف أسعارها حسب المواسم والإجازات، فإذا صادف موسمها مع دخول شهر رمضان الكريم، فإن الأسعار ستتضاعف، ويستقبل سوق الأحساء المركزي للخضار مئات الكيلو جرامات من الباميا، وتوزع على المحال داخل المحافظة فقط، وينتشر باعتها على الطرق الزراعية، ولا ينتظر طويلاً من يقف ليبيع ما يقطفه من حقله، نظراً لشدة الإقبال عليها. وبغض النظر عن أسعارها، أو وجود البديل لمثلها، إلا أن ارتباط أهالي الأحساء وتحيُّنَهم موسم نضوجها، يظل الطعم الأحلى عندهم، فلا يمكن أن يمر الموسم دون أن يستمتعوا بأكلها مطبوخة بعدة نكهات وأشكال، ويفضل بعضهم شراء كمية كبيرة وتخزينها في الثلاجات، لاستخدامها وقت انقطاع الباميا عن السوق. وينقل الأجداد القدامى نكهة الباميا وطريقة طبخها للذين يلونهم، بيد أن المهم هو ما يحتفظون به في ذاكرتهم من أنها علاج لعدة أمراض، منها آلام الظهر، ولكن فائدته الصحية ثابتة لامحالة لاحتوائها على الفيتامينات وغيرها، ويتسابق إلى أكلها الصغير والكبير معاً. ويتذكر العم أحمد الغنام أنه سمع من أبيه مقولة لايزال يحتفظ بها، وهي أن ما تنتجه أرض الأحساء من مزروعات وخضروات عموماً، يرتبط بها الأهالي ارتباطاً روحياً، لأنها كانت في الأساس غذاؤهم الأول والأخير مثل التمر والأرز والباميا والرمان والتين وغير ذلك، فمنها تتكون نطفهم، فيحنون لتلك الأرض وما تنتجه لهم، ومن هنا تبدأ قوة التجاذب بين الآكل والمأكول. وتزرع الباميا قبل نهاية فصل الشتاء بفترة، ومع بداية دخول الصيف تبدأ في النضوج، وهي نبات موسمي يتكاثر بالحبوب، ولونه أبيض يميل للاخضرار، ولا يتغير لونه بعد الطبخ، عكس الأصناف الأخرى من جنسه، ويقطف المزارعون ثمار الباميا من الحقول كل ثلاثة أيام على الأقل ليعطي إنتاجاً غزيراً.