في الغابة الواسعة، كانت الأشجار تتمايل فرحاً وطرباً، كان النهر سعيداً بالأسماك التي تتلاعب على مياهه، وكانت الطيور تغرّد الألحان الجميلة في السماء الصافية. وكانت الغزلان تتقافز على العشب ببهجة كبيرة، ودون خوف أو قلق. كان هذا هو حال الغابة الجميلة. فرح وسعادة وبهجة وأمان. وكانت الغابات المجاورة تحسد هذه الغابة على تلك النعمة التي حباها الله بها، لتكون أجمل و أهنأ الغابات. وذات صباح مشرق بالشمس الدافئة، اقترب غزال صغير من صديق له، وسأله. -أيعجبك حال غابتنا يا صديقي؟! أجاب صديقه. -أجل. وكيف لا يعجبني؟! ألا ترانا ونحن نعيش عيشة هانئة، كلها فرح وسعادة؟! ردّ الغزال الأول. -ولكننا نتمادى في هذا الفرح وهذه السعادة. -نتمادى؟! ماذا تقصد؟! -أقصد أننا يجب أن نكون صارمين مع أنفسنا وصارمين مع بعضنا البعض. ما كل هذا التساهل؟! استغرب الغزال الثاني. -من أين لك هذه الأفكار؟! أجاب الغزال الأول. -إنها أفكاري ويجب أن تفكر مثلي. بكل ثقة رد الغزال الثاني. -أنا آسف. هذه الأفكار لا تناسبني. لكن الغزال الأول قال. -حسناً، سأجد من تناسبه هذه الأفكار، وسوف ترى من هو على صواب ومن هو على خطأ. في الليل، وبين الأشجار، تسلل الغزال الأول خارج الغابة السعيدة، وهو يحدث نفسه. – سأرحل عن هذه الغابة، وسأجد من يؤيد أفكاري. بعد ذلك سأرجع، لكي أعلم أهلي الصرامة، وعدم التمادي في الفرح والسعادة. صار الغزال الأول يتنقل بين الغابات المجاورة، وينشر أفكاره بين حيوانات أخرى. كانت الحيوانات الأليفة ترفض هذه الأفكار ، لكن عدداً من الحيوانات المفترسة، أيدته ووعدته بالمساعدة. الجزء الثاني، الأخير: الأسبوع القادم