إذا كان ما سأكتبه سيناريو لفيلم، فلتكن عينك يا صديقي القارئ هي المُخرج، وحبذا لو قمت أنتَ بالتمثيل مع زوجتك المصون، ولك الشكر من قبل ومن بعد، فكما تعلم ليس لدينا سينما، ولكننا نستطيع أن نقوم ببعض «الحركات» البدائية.. أنا سأكتب سيناريو مليئا بالاقتصاص، وأنت أطفئ إنارة «الصالة» ومثّل مع زوجتك أمام أطفالك الفيلم المعطوب، وحذارِ من الخروج عن النص.. كيلا يخبر ولدك معلّمه عن طيب نيّة، فيخبر المعلم آخرين، وتتفاجأ يوماً ما أن الأبوّة سقطت منك بسبب «فيلم الصالة» الممنوع من العرض! السيناريو: (تجلس الزوجة بلباس البيت، وفي يدها الريموت كنترول، حيث ترفعه تجاه التلفاز بطريقة توحي بأن بطارية الريموت ضعيفة.. ويدخل الزوج: الزوج: ليش تسوين كذا.. أحس بتطيحين على وجهك! (يضحك طفلهما) الزوجة: أدوّر mbc2 فيه فيلم لأنجلينا جولي.. الزوج : عند الولد تشغلين أنجلينا؟! الزوجة: طيب اسأل الولد، يبغى يشوفوها والاّ لا؟! (ينظر الأب لابنه باستفهام، وكأنه يحيل القضية والإجابة إليه) الطفل: أيوه بابا.. هذي الحرمة اللي تروح لإفريقيا تعطي العريانين أكل! الزوج: هاه..؟! (ينظر لزوجته بدهشة، ويحك صدغه). ألحين كيف عرف الولد وهو عمره خمس سنوات، هذا وش بيعرف إذا صار عمره عشر؟! الزوجة: أنت تفكر ما يعرف إلا أنت، ولا يدري إلا أنت، ولا فيه حد منتبه غيرك بهالكون؟! الطفل: بابا، شوف معنا الفيلم، والا روح للخدامة تسوي لك عشاء زي كل يوم. (يغمز الطفل عينه). (يصمت الزوج، ويذهب لغرفة النوم، ويوصد على نفسه الباب، والطفل وأمه يكملان سهرة الفيلم). انتهى.