إذا ما انْخَنسَ إيقاعُ: (السّامريِّ) «وارجَهَنّ»: (الناقوز) وخفتَ: (تخفيق الحوطي) بإيقاعِ رتَمِهِ الأسرع أداءً!؛ فلا بد إذن منْ أنّ ثمةَ صوتاً على الضفةِ الأخرى من: «الغَضَا» قائمَاً يتلو سورتي: المعوذتين. تلك هي:«عنيزةُ« إذْ تتنازَعُهَا شهرتان أولاهما: «شهرةُ الإمامة في الدين» يحمل لواءها شيخٌ بضخامة: «عبدالرحمن السعدي». وأخراهما: «شهرةُ الزعامةِ في الفلكلور» فنُّ السّامريِّ وهو اللونُ الخاص بالعنيزيين الذي لايحسنُ أداءه سواهم. إلى ذلك فإنه لا يمكنُ أن يمرُقَ حديثٌ عن:»عنيزةَ» دون أن يكونَ للسّعدي أو للسّامري من حضورٍ طاغٍ في الذاكرة. ولئنْ اتخَذْتَ هاتين الشهرتين بوصفهِما النّسقي:(ترمومتراً) لقياس ِ مكوّن ما عليه عنيزة من:»ثقافةٍ» إبان أيِّ فترَةٍ تبتغي دراسَتَها؛ فإنك ستهتدي للمعرفةِ وَفْقَ هذه المعادلةِ: -1 إنْ ألفيتَ صوتَ العلمِ قد ارتفعَ شأواً بقاماتٍ سامقة ٍ كالسعدي أو تلميذه ابن عثيمين؛ فاعلم حينذاك – رحمني الله وإياكَ – أنّ:»فنَّ السامريِّ» في حال بياتٍ بلْهَ في كمون! -2 وفي الأثناءِ التي يعْلو فيها صوتُ: السّامري ب: على الضواحي لميع بروق كشافها يشتعل نيرة تدفق هماليلها برفوق وانساق سيله على الديرة إذ يأتي بصوتٍ كلّهِ شجنٌ حتى تخالُهُ :»نعْياً» يندبُ حظّ :»عنيزةَ» ذلك أنّه ليس ثمةَ مَن يخلُفُ هذين العلمين/ الشيخين! ؛ الأمر الذي يجعلُ من:(دارِ عنيزة للتراث) في وضعيةِ انتشاءٍ وهي تردد» لا صوت يعلو فوق صوت :»السامري»!. لا شيءَ جديد ساعةَ أن أقول: إن السعديَّ تَجَاوزَ زمانَهُ أو أنّهُ قد توافر مع علوٍ في كعبهِ فقهاً وفهوماً على: «رؤىً مستقبليةٍ» ذلك أنّ مجردَ النظرِ- ولو عابرا – في شيءٍ مما بثّ في مؤلفاته ِسيجعلك تظن أن «السعديَّ» لم يزل بعد حيّاً بين ظهرانينا في حين أن بعضا من تلاميذ تلامذتهِ هم :»الأموات»! مع أن السعدي متوفى في العام:1376 في جماد الآخرة. كما قلتُ قبلاً لم أتِ هاهنا بشيءٍ يمكنُ أنْ يعَدّ من قبيل الجديدِ ذلك أن الغالبَ ممن اعتنوا بحياتِهِ أو فقهِه أو تفسيرِه أو فتاويه ألمحوا إلى ذلك غير أنّ ما يَشِيُ بشيءٍ من الجدّةِ فيما أحسبُ هو ما قد وقفتُ عليه وهو : ما قد وجدَ في مكتبةِ «حسن البنا» منْ إهداءاتٍ كان التبادل فيها قائما في :»الكتب» فيما بين البنا والسعدي ولعل منها هذين الكتابين: • أولهما كتاب: «تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله» وخط على صفحته الثانية: إهداء لفضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا.. ثم رقم تحتها: عبد الرحمن بن ناصر بتأريخ: 1366 • والآخر كتاب:»القواعد الحسان لتفسير القرآن» وخط على صفحته الثانية: إهداء لفضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا.- دون تأريخ إهداء. أدع للقراء شأنَ القراءات: التحليلة والتأويلية لمثل هذا الإهداء.