نفذ تنظيم القاعدة في اليمن هجوما جديدا على وحدات الجيش اليمني المرابطة على مشارف زنجبار فجر أمس، وقُتل عدد كبير من الجنود في الهجوم المباغت. وقال مصدر في المنطقة العسكرية الجنوبية ل»الشرق» إن أكثر من ثلاثين جثة لجنود من اللواء 115 وصلت إلى مستشفيات محافظة عدن إضافة إلى نحو 53 جريحا تم توزيعهم على المستشفيات العسكرية في المحافظة في حصيلة أولية حتى عصر أمس. ووقع الهجوم الساعة الخامسة من فجر أمس حسب مصدر في تنظيم القاعدة قال ل»الشرق»: إن مقاتلي أنصار الشريعة شنوا هجوما مباغتا على ثلاث كتائب من الجيش اليمني في منطقة الكود بولاية أبين. وقال المصدر في القاعدة إن العملية استمرت نحو ساعة كاملة انسحب بعدها مقاتلو القاعدة بعد نجاح عمليتهم وغنموا عددا كبيرا من الأسلحة إضافة إلى مقتل وجرح عشرات الجنود حسب قوله. رجال القبائل أقدر على مواجهة القاعدة خبير عسكري سبق أن حذر في تصريحات سابقة ل»الشرق» من خطورة حديث وزارة الدفاع اليمنية عن انتصارات وهمية على القاعدة في جبهة زنجبار وقال: إن الهجوم تم تنفيذه بنفس الطريقة التي نفذ بها الهجوم السابق الذي حصد أكثر من 400 جندي بين قتيل وجريح وأسير. وحمل الخبير العسكري الذي اتصل بمراسل «الشرق» وزارة الدفاع وقادة المنطقة العسكرية الجنوبية مسؤولية سقوط هذا العدد من الجنود في عملية كان يمكن تلافيها بقليل من التكتيك العسكري حسب قوله. وتساءل «أين الاستطلاع والمخابرات وأجهزة الجيش العاملة في الميدان» وقال إن وحدات الجيش الموجودة في أبين لن تستطيع أن تصمد في وجه القاعدة وطالب قادة الجيش اليمني بتكليف رجال القبائل بمواجهة القاعدة لأنهم أظهروا بسالة وقوة مقاومة أكبر من الجيش والدليل على ذلك جبهة لودر التي قال إنها ستسقط في أيدي القاعدة قريبا في حال استمرت المعركة تدار بطريقة تقليدية. واعتبر تنظيم القاعدة في بيان له عقب العملية هذا الهجوم الذي تم بعد 12 ساعة فقط ردا على مقتل القيادي البارز في التنظيم فهد القصع العولقي إثر قصف أمريكي استهدفه في وادي رفض بشبوة، وبعد يومين من تهديد الرئيس عبد ربه منصور هادي بإعلان الحرب على القاعدة وتطهير كل اليمن من التنظيم.وكان الرئيس هادي توعد بتطهير أبين من القاعدة وقال إن الحرب لم تبدأ بعد. بارجة أمريكية استهدفت فهد القصع اعترف تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بمقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة فهد القصع العولقي إثر قصف أمريكي على وادي رفض بولاية شبوة جنوبي اليمن. وأوضح بيان لقاعدة الجهاد في جزيرة العرب أن عنصرا آخر كان برفقة القصع قتل في القصف الأمريكي .وكان فهد القصع يحتل المرتبة الثالثة في قائمة المطلوبين على قائمة الإرهاب الأمريكية حيث تتهمه الولاياتالمتحدة بالمسؤولية عن تفجير المدمرة الأمريكية « يو اس اس كول « عام 2000 الذي أسفر عن إعطابها ومقتل سبعة عشر جنديا أمريكيا إضافة إلى إصابة العشرات. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية وضعت القصع على القائمة الموحدة في لجنة العقوبات لقرار الأممالمتحدة رقم 1267 المتعلقة بالأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة وحركة طالبان. وأدرجته «إف بي آي» في قائمة أخطر عشرة مطلوبين في العالم ورصدت جائزة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يرشد عنه. واستبعد مصدر في القاعدة أن تكون طائرة دون طيار هي من قتلت القيادي فهد القصع لأن الدمار الذي أحدثته الصواريخ كان هائلا وقال إن بارجة أمريكية استهدفت القصع بصواريخ شديدة التفجير.وكانت السلطات الأمنية في اليمن ألقت القبض على فهد القصع إلا أنه تمكن من الفرار من سجن الأمن السياسي بصنعاء.ويكنى فهد القصع بأبي حذيفة اليمني دخل السجن في اليمن لصلته بعملية تفجير المدمرة الأمريكية كول وهو من مواليد مدينة عدن، وعمره يقارب من (38 عاما)، ورصد مكتب التحقيقات الفيدرالي جائزة قدرها خمسة ملايين دولار للإدلاء بأية معلومات عنه. غنائم القاعدة من الجيش قال أنصار الشريعة إنهم أسروا 28 جنديا من الجيش اليمني وغنموا في عمليتهم التي أطلق عليها غزوة «وإن عدتم عدنا» دبابة بكامل ذخيرتها ومضاد طيران 23 وثلاثة شاحنات عسكرية من نوع «كراز» وثلاثة أطقم عسكرية «شاص» وست قطع دوشكا ومدفعي هاون أمريكي بكامل قذائفهما وثلاث قطع بيكا وأربعة قواذف صاروخية « آر بي جي « و56 كلاشينكوف إضافة إلى كميات من الذخائر المتنوعة، فيما أحرق التنظيم دبابتين للجيش اليمني. وقتل ثمانية من عناصر القاعدة وأصيب ثلاثة في العملية حسب تصريح للمتحدث باسم أنصار الشريعة. القيادي فهد القصع الذي قتلته بارجة أمريكية (الشرق)