شن مقاتلون من القاعدة الاثنين هجوما كبيرا على مواقع للجيش اليمني في الجنوب اسفر عن مقتل عشرين جنديا، وذلك انتقاما لاحد قادتها الذي قضى خلال غارة اميركية الاحد. واعلن مصدر طبي مقتل 16 مسلحا من القاعدة في الهجوم الذي استهدف موقعين عسكريين في زنجبار الخاضعة لسيطرة موالين للتنظيم المتطرف منذ حوالى العام. واوضح مصدر عسكري رافضا ذكر اسمه ان «مجموعة كبيرة من مسلحي القاعدة هاجمت موقعين عسكريين تابعين للواء 115 المتمركز في جنوب زنجبار ما اسفر عن مقتل عشرين جنديا بينهم اربعة ضباط واصابة 11 اخرين بجروح». هجوم انتقامي ويأتي الهجوم غداة مقتل فهد القصع، احد قادة «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، في غارة شنتها طائرة من دون طيار. وبعد ساعات من الغارة، هاجم مسلحون من القاعدة بلدة لودر الواقعة في محافظة ابين من ثلاثة محاور. وقال مسؤول في «لجان المقاومة الشعبية المؤيدة» للجيش ان اربعة من انصارها اصيبوا بجروح خلال الهجوم. يذكر ان زنجبار وبلدات اخرى في محافظة ابين تخضع لسيطرة «انصار الشريعة» الموالين للقاعدة منذ اواخر ايار/مايو 2011. مقتل القصع من جهته، قال مصدر عسكري اخر ان «المسلحين هاجموا مواقعنا ردا على مقتل القصع»، مشيرا الى ان بعض المسلحين وصلوا عبر طريق البحر. كما اكدت مصادر عسكرية عدة لفرانس برس ان «الضربات الاميركية تتم بالتنسيق مع قيادة الجيش والمخابرات والرئاسة» دون مزيد من التفاصيل. وكان زعيم قبلي اكد ان اليمني فهد القصع احد قادة القاعدة الملاحق لتورطه في تفجير المدمرة الاميركية «يو اس اس كول» العام 2000، قتل في غارة جوية اميركية مساء الاحد في محافظة شبوة الجنوبية. واوضح عبد المجيد بن فريد العولقي، وهو من ابناء عم القصع، ان صاروخين استهدفا القصع قرب منزله في منطقة وادي رفض، مشيرا الى ان اثنين من حراس القصع قتلا معه ايضا. واكدت القاعدة مقتله في رسالة نصية قصيرة ارسلتها الى عدد من الصحافيين، وكذلك السفارة اليمنية في واشنطن. وقد رحب مسؤول اميركي بمقتل «مسؤول ارهابي ناشط» في القاعدة. وقال رافضا ذكر اسمه ان «فهد القصع كان مسؤولا ارهابيا ناشطا في القاعدة ومتورطا بعمق في التآمر الارهابي ضد المصالح اليمنية والاميركية حتى تاريخ وفاته». واضاف ان «القصع كان متورطا في عدد من الهجمات عبر السنين ادت الى مقتل اميركيين ويمنيين رجالا ونساء واطفالا». يشار الى ان القصع كان ضمن لائحة مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) كاحد الارهابيين المطلوبين، ورصدت واشنطن مكافأة تصل الى خمسة ملايين دولار لاي معلومات تؤدي الى توقيفه. والقصع من قبيلة العوالقة التي ينتمي اليها ايضا الامام اليمني الاميركي المتشدد انور العولقي الذي قتل في سبتمبر 2011 في غارة اميركية. وتحظى هذه القبيلة بنفوذ واسع في محافظة شبوة. ويعتبر القصع من اخطر المطلوبين للولايات المتحدة في قضية تفجير المدمرة الاميركية كول في خليج عدن والذي اسفر عن مصرع 17 جنديا اميركيا. ونجا القصع من خمس محاولات اغتيال كانت آخرها في آب/اغسطس 2011 حين اخطأته غارة جوية استهدفت محافظة ابين المجاورة. وقبل تصفيته، اتهمت واشنطن العولقي بانه حض النيجيري عمر فاروق عبد المطلب على تنفيذ محاولته تفجير طائرة ركاب اميركية في 25 كانون الاول/ديسمبر 2009 وهي محاولة باءت بالفشل. وفي نيسان/ابريل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) طلبت من ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما السماح لها بشن مزيد من الغارات في اليمن بواسطة طائرات بدون طيار رغم ان مثل هذه الغارات يوقع احيانا ضحايا مدنيين. واقرت واشنطن العام الماضي بانها تستخدم طائرات بدون طيار لضرب أهداف في اليمن. وبحسب الصحيفة الاميركية، فان هذه الطائرات تقلع من قاعدة سرية في شبه الجزيرة العربية.