أُسدِلَ الستار أمس على الحملة الانتخابية في الجزائر، والتي دامت 21 يوما بمشاركة 44 حزبا سياسيا والعشرات من القوائم الحرة، وسط عزوفٍ من المواطنين عن التجاوب مع شعارات الحملات الانتخابية التي رفعتها الأحزاب وبالغت فيها إلى درجة تقديم بعض الوعود على غرار الظفر برحلة عمرة وسكن ووظيفة. يأتي ذلك فيما شرع الناخبون الجزائريون المقيمون في الخارج في التصويت منذ أمس الأول، باستثناء الجزائريين المقيمين في فرنسا، والذين سيبدأ تصويتهم الثلاثاء المقبل مع انتهاء إجراءات الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وبالعودة إلى الجزائر، ظلت الحملة الانتخابية التي نشَّطها زعماء الأحزاب بدون حرارة، كما ستظل نسبة المشاركة الكابوس الذي يؤرق السلطات الجزائرية إلى الخميس المقبل موعد الاقتراع. ورمت الأحزاب السياسية بثقلها أمس، حيث فضلت تنشيط آخر تجمعاتها الانتخابية في العاصمة المعروفة بميل سكانها نحو مقاطعة الانتخابات. واعتبر القيادي البارز في جبهة العدالة والتنمية الإسلامي، الخضر بن خلاف، حملة حزبه إيجابية، وأن برنامج الحزب لَقِيَ تجاوباً في حوالي أربعين ولاية. وذكر بن خلاف، في اتصالٍ مع “الشرق”، أن المواطنين عبروا عن مساندتهم المطلقة لقوائم الحزب الذي يقوده الشيخ عبد الله جاب الله. وتفنن الحزب في تنويع وسائل الدعاية الانتخابية، ودشن قناة للترويج لخطاب ومشروع الجبهة التي دخلت كل البيوت الجزائرية على حد قول بن خلاف الذي عبر عن قلقه بعد قرار وزارة الداخلية إعادة ترتيب أرقام القوائم الانتخابية مما قد يضيع أصوات الفئات الأمية. ورأى بن خلاف أن هذا الإجراء يأتي من باب التلاعب بالانتخابات، ووصفه ب “محاولة يائسة لخلط الأوراق على الأحزاب السياسية”. من جانبه، اعتبر رئيس حركة النهضة، فاتح ربيعي، أن حملة التكتل الإسلامي “الجزائر الخضراء” كانت ناجحة، وأضاف ل “الشرق” في اتصال هاتفي “وجدنا التفافا شعبيا كبيرا، القاعات كانت ممتلئة عن آخرها ولم يحدث عزوف مثلما هو الحال مع أحزاب أخرى”. وانتقد ربيعي ما وصفه ب “الممارسات السلبية التي صدرت عن أحزاب ومترشحين، بغية شراء الذمم بالمال، وعدم احترام أماكن الملصقات التي اعتدى عليها بعض المرشحين”. وأشار “في ختام الحملة تأكد لنا أن تكتل الجزائر الخضراء سيحقق نتيجة مميزة تمكِّنه من الظفر بقوة برلمانية تتناسب مع نسبة الإقبال على قوائمه، وهو ما قد يتيح لنا تشكيل حكومة جديدة”. وتعهد زعيم النهضة، الذي تحالفت حركته مع الإصلاح وحركة مجتمع السلم في تكتل الجزائر الخضراء، بإعادة إصلاح الاختلالات في الجزائر على الأصعدة الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وتنفيذ برنامج التكتل المؤلَّف من 718 إجراء. ولم يخف ربيعي قلقه من إمكانية عزوف الناخبين عن أداء واجبهم الانتخابي، وأكمل “لم نجد ارتياحا لدى قطاعات من الشعب خاصة الشباب نظرا للهوة بينهم ومن يحكمهم، ونظرا لضعف مؤسسة البرلمان لأنها ظلت أداة طيعة في يد الجهاز التنفيذي”.