انطلقت الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية في الجزائر أمس بشكلٍ رسمي استعدادا للاقتراع المقرر في العاشر من مايو المقبل، وانتشرت معظم قيادات الأحزاب السياسية في مختلف الولايات لعرض برامجها ومرشحيها على الناخب الجزائري. ويتنافس في هذه الانتخابات رقم قياسي من القوائم الانتخابية قُدِّر ب 44 قائمة حزبية ومئات القوائم الحرة. فيما دشن زعماء تكتل الجزائر الخضراء (الإسلامي)، والذي يضم حركات «مجتمع السلم» و»النهضة» و»الإصلاح الوطني»، حملتهم الانتخابية أمس في مدينة قسنطينة مسقط رأس رائد حركة الإصلاح الجزائرية الشيخ الراحل عبد الحميد بن باديس، وقرأوا الفاتحة على روح الشيخ في المقبرة المركزية في المدينة، حيث يرقد جثمانه، وأقاموا صلاة الظهر في المسجد الأخضر مقر انطلاق الحركة الإصلاحية لبن باديس، في إشارة رمزية إلى تمسك قادة التكتل الإسلامي بميراث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. من جهته، فضل الأمين العام لجبهة التحرير الوطني تدشين حملة حزبه الانتخابية من ولاية اليزي الحدودية الواقعة في أقصى الجنوب، وقرأ خصومه في هذا الاختيار هروبا من ضغط المشكلات الداخلية التي يعاني منها عبد العزيز بلخادم في العاصمة بعدما سحب خصومه ثقتهم فيه لمنعه من إدارة الحملة الانتخابية. واعتبر بلخادم أن الانتخابات المقبلة ستكون ردا صريحا من طرف الشعب الجزائري على المتربصين ببلادهم من الداوئر الخارجية. فيما دشن زعيم جبهة العدالة والتنمية الإسلامية، عبد الله جاب الله، حملته الانتخابية من ولاية تيارتالمدينة الفقيرة والمهمشة. في سياقٍ متصل، حسمت الحكومة جدلاً استغرق أسابيع حول نظام القائمة الانتخابية، حيث أسقطت مطلب وضع كل القوائم في ورقة موحدة الذي تمسكت به لجنة مراقبة الانتخابات المشكلة من ممثلين عن الأحزاب السياسية، كما رفضت مصالح الداخلية مقترحا تقدمت به اللجنة بضم صور زعماء الأحزاب حتى يسهل على الموطنين اختيار الحزب الذي يود التصويت له، مكتفيةً بصور متصدري القوائم عن كل حزب مع ترقيم قوائم التصويت. وسيجد الناخب أمامه عند دخول مركز الاقتراع أربعين قائمة انتخابية لتصبح العملية ضربة حظ لمن يفوز بالأرقام الأولى، بحسب مهتمين بالشأن الانتخابي. وستستغرق الحملة الانتخابية 21 يوما لتختتم 48 ساعة قبل 10 مايو، ولأول مرة ستجرى الانتخابات بعد رفع حالة الطوارئ في 11 فبراير 2011، ويخوض الاستحقاق النيابي هذه المرة أحزاب سياسية جديدة الى جانب القديمة. يهيمن على الساحة الجزائرية هاجس العزوف الانتخابي، حيث لم يعد المواطن الجزائري يكترث للانتخابات بحكم خيبة أمله في الأحزاب التي تعده ولا تفعل بعدما تفوز بصوته، إضافةً إلى دعوات المقاطعة التي أطلقها كلٌ من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية والجبهة الإسلامية للإنقاذ.