حظي ملتقى الأسر المنتجة الذي افتتحه أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل أمس الأول في جدة بحضور متواضع على عكس ما تُوقع له، رغم أن موضوعاته وثيقة الصلة بالناس كما يقول المهتمون. وعزا المتحدثون أمس قلة الإقبال إلى تضارب مواعيد الجلسات مع أوقات العمل والدوام في المدارس والجامعات. وتناولت الجلسة الأولى الأهمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لتفعيل الأسر المنتجة، وأدارها د. مقبل الذكير أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز، الذي تحدث ل» الشرق» بعيد الجلسات وبين أن الحاجة الآن في تعليم وإيجاد المهارات والحرف لدى أفراد المجتمع أكثر من الوظائف. وقال «هناك الآن عودة للاهتمام في هذا الجانب ولكنها ما تزال في بدايتها.» وأشار إلى أن الأسر كانت أكثر إنتاجية قبل ظهور النفط في البلاد وأن مهناً كانت موجودة قبل 40 سنة مثل البناء والنجار والحداد وصانعي الأواني قد ذهبت الآن. وأضاف «كان هناك اهتمام بمهن معينة مثل الزراعة ولكنها تأثرت كثيرا مع الطفرة الأولى حتى أن مزارع كثيرة للأسف الشديد تحولت إلى أراضٍ بيضاء «. وقال إنه لو استطاع الأولون توريث مهنهم ومهاراتهم لكان لذلك أثر اقتصادي كبير على دخل الأسر، وأنه بوجودها ماكان المجتمع ليعرف العمالة الأجنبية في وضعها الحالي حيث باتت تشكل نحو ثلث السكان، مفيدا أن للمجتمع مهناً معينة تركت للأجانب وسيترتب على ذلك مشكلات اجتماعية وأمنية نتيجة اختلاف الثقافات. وانتقد الذكير الإعلام لتقصيره في الإعلان عن هذا الملتقى، إذ إن هناك من يعتقد أن الدعوة خاصة. من جهتها ، بينت وكيلة كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز الدكتورة نجاح سلامة أنه من خلال تفعيل دور الأسرة ستتنوع مصادر الدخل، مؤكدة فائدته للفئات التي تجد صعوبة في الحصول على وظائف في القطاعين الحكومي والخاص. وقالت إن البرامج الداعمة للأسر المنتجة تخفف العبء على الحكومة في توفير الوظائف الحكومية لدى قطاعاتها المختلفة وأنه مهما وفرت من وظائف فإنها لن تستطيع استيعاب كافة أفراد المجتمع. ونوهت بالأهمية الاجتماعية لتفعيل دور الأسر المنتجة ما يساعد على توفير الاستقرار النفسي لهذه الأسر التي يمثل أغلب شريحتها الأرامل والأيتام، ويسهم في رفع المستوى المعيشي للمجتمع، ويعزز ثقة المجتمع بالفتيات السعوديات من خلال إتاحة الفرصة لهن كمنتجات ومبدعات لمواجهة تحديات المجتمع دون المساس بالثوابت والمسلمات. وقدمت سلامة عدداً من المقترحات لتفعيل دور الأسرة، منها دعم وتشجيع نشاط الأسر المنتجة من خلال شراء منتجاتها من قبل الوزارات وفي مقدمتها وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل والتربية والتعليم والصحة والزراعة عنقاوي ل الشرق : تخصيص أسواق للأسر المنتجة في جدةومكة قريبا كشف الأمين العام للجمعية الخيرية لرعاية الأسر المنتجة عيسى عنقاوي ل»الشرق «، عن قرب إنشاء أسواق مخصصة للأسر المنتجة في جدةومكةالمكرمة. وقال إن الجميعة بدأت التنسيق مع أمانتي جدة والعاصمة المقدسة لتحديد مكان هذه الأسواق، التي ستكون بمبالغ رمزية تستقطع من أرباح الأسر.وأضاف أن الجميعة تعمل بجد لمساعدة الأسر المنتجة ليكون لها مركز خاص لعرض منتجاتهم بشكل عصري يساهم في دخولهم مجال البيع بشكل احترافي، مشيرا إلى أنهم يقومون بتدريب وتأهيل النساء عن طريق إقامة الدورات التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، وهناك تجاوب كبير من قبل الأمانات.يذكر أن الجمعية تعمل على إنشاء برامج ومشروعات لتكوين أفراد وأسر منتجة تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم، وتوفير الخدمات اللازمة، وتوفير المدربين وتحمل رواتبهم، مع المساعدة في بيع المنتجات الخاصة بالأسر، وتقديم المساعدات المالية والعينية للفقراء والمحتاجين.