“الطالب ذو السنوات السبع يجلس منتظراً بشغف بداية حصة التربية الفنية” ، هكذا يتذكر الفنان التشكيلي “حسين المصوف” بدايات تعلقه بالرسم ، و يقول عن ذلك ، ما تزال خالتي تحتفظ بأول لوحة “حقيقة” رسمتها عندما كنت في الخامسة من العمر، و يضيف أنه كان دائماً يرسم ما يحلو له ، بغض النظر عن موضوع الدرس. لوحة حسين المصوف حلم يتحقق يستطرد “لم يخطر ببالي في ذلك الوقت أن الناس ستشتري لوحاتي بأكثر من 15000 ريال للوحة الواحدة”، مشيراً بذلك إلى أخر لوحتين باعهما في معرض أقيم له مؤخراً في مدينة جدة، كما يتذكر المصوف جيداً المنعطف الهام في حياته حين لم يجد مقعداً شاغراً له في كلية التربية الفنية ، حيث أدت ظروف معينة إلى تأخره في التسجيل، وهذا ما أضطره للتسجيل في أي تخصص متاح حينها، ليدرس في كلية الأثار لمدة عامين ونصف ،عمل خلالهما جاهداً على التحويل إلى دراسة الرسم ، حتى نجح في ذلك أخيراً. دخل إضافي يضيف المصوف أنه أستخدم مهارته (رسم البورتريه ) كمصدر لزيادة دخله خلال دراسته الجامعية ، فكان سعر اللوحة يتراوح ما بين 150 إلى 500ريال. و يشير إلى أن ما كان يسعده ، ليس المبلغ المالي الذي يربحه من بيع اللوحات تحديداً ، ولكن إعجاب الناس بلوحاته إلى الحد الذي لا يمانعون فيه من دفع الكثير أحياناً ، لقاء الحصول على لوحة واحدة فقط ، وهو ما يحفزه على مواصلة الإبداع والبحث عن التميز. جانب من معرض فني للفنان حسين المصوف
في سبيل الفن و عن مرحلة ما بعد الدراسة يقول”رفضت الكثير من الفرص المغرية ، التي أتيحت لي بعد التخرج، كفرصة لمواصلة الدراسة في تخصص “العلاج بالفن التشكيلي” - وهو تخصص تأهيلي موجود فقط لدى عيادة الملك فهد الطبية – وفرصة أخرى اثر قبولي في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ، و فضلت العمل كمعلم حكومي ، لأن ساعات الدوام القصيرة و طبيعة إجازات المعلم ، تتيح لي التركيز على الفن و المشاركة في المعارض والفعاليات المختلفة ، فالفن هو هويتي “. الإلهام يستلهم الفنان حسين المصوف لوحاته من البيئة البحرية التي يعشقها ، وأول معرض أقامه كان بعنوان “أحلام صياد” في العام 2008 م لتتلوها العديد من المعارض و المشاركات في جدة ، مصر، قطر، الشارقة ، كازخستان، اذربيجان و الأرجنتين. ولدى المصوف الآن لوحات تكفي لإقامة 4 أو 5 معارض ، ويقول عن ذلك ” أشعر أحياناً برغبة عنيفة تدفعني للرسم بشكل متواصل حتى ساعات الفجر الأولى ، وقد أذهب لعملي المدرسي دون نوم” ويوضح أنه يرسم أحياناً ما يصل ل 50 لوحة في الشهر وفي أحيان أخرى و لا لوحة واحدة. ويضيف ”أعتز بلوحة جدارية رسمتها لجامعة الملك سعود بعرض13 مترا و بارتفاع120سم”. لوحة للفنان حسين المصوف الجوائز حصل الفنان التشكيلي حسين المصوف على العديد من الجوائز ، من أهمها المركز الأول في ورشة صيف أرامكو في دورته الثانية ، و جائزة اقتناء ، مسابقة السفير السعودي في دورتها الثالثة وأيضاً جائزة اقتناء في مسابقة السعودي المعاصر في دورتها التاسعة عشر. حسين المصوف | فن تشكيلي