تنطلق يوم (الإثنين) فعاليات المؤتمر العلمي الأول لكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله تحت عنوان (الاقتصاد والوطني : التحديات والطموحات ) والذي تنظمه الكلية بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث. وتستمر فعاليات المؤتمر لمدة ثلاثة أيام بمركز الملك فيصل للمؤتمرات في الجامعة بمشاركة وطنية, وعربية, ودولية واسعة . وأوضح مدير الجامعة الدكتور أسامة طيب أن ثلاث وزارات سوف تشارك في فعاليات المؤتمر من خلال التحدث في جلسات متخذي القرار وهي وزارات : المالية, التربية والتعليم, والاقتصاد الوطني والتخطيط. وكذلك رؤساء لجان وأعضاء في مجلس الشورى, و الأمين العام لمجلس الغرف السعودية , ومسئول كبير بصندوق النقد الدولي , ورئيس وأعضاء جمعية الاقتصاد السعودي , وعميد معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية , وأيضا نخبة من عمداء كليات الاقتصاد والإدارة وأساتذة من هذه الكليات في مختلف مناطق المملكة , وكوكبة من رجال الأعمال السعوديين. إضافة إلى مشاركين ومتحدثين من 10 دول عربية وأجنبية هي : اليمن مصر السودان المانيا بريطانيا فرنسا ايطاليا الولاياتالمتحدةالأمريكيةسنغافورة الهند وأشاد مدير جامعة الملك عبد العزيز بمشاركة الجهات الحكومية والقطاع الخاص, وكذلك الأكاديميين والباحثين من داخل المملكة وخارجها, موضحاً أن هذا الإقبال وهذه المشاركة الكبيرة إنما يجسد مكانة المملكة, وأهمية اقتصادها على مستوى المنطقة والعالم, مثمناً الدور الذي قامت به كلية الاقتصاد والإدارة وعميدها الدكتور حسام العنقري في الإعداد لهذا المؤتمر واختيار المتحدثين ودعوة المشاركين من داخل المملكة وخارجها. وقال في هذا الصدد إن عميد الكلية وفريق العمل المشارك في اللجان العلمية والتنظيمية وغيرها بذلوا الكثير من الجهد المتواصل على مدار عام ونصف العام أي منذ صدور موافقة المقام السامي الكريم على تنظيم هذا المؤتمر من أجل تأتي جلساته ومناقشاته ومقترحاته على المستوى المطلوب والمأمول. من جهته, توقع عميد كلية الاقتصاد والإدارة رئيس المؤتمر الدكتور حسام العنقري نجاح فعاليات وجلسات المؤتمر, مشيراً إلى أن الكلية انتهت بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث من وضع كافة الترتيبات واللمسات الأخيرة للجلسة الافتتاحية وبقية جلسات العمل على مدار الأيام الثلاثة للمؤتمر المتعلقة بتنظيم المؤتمر . وأشار الدكتور حسام العنقري أن المؤتمر سيشهد جلسة افتتاحية وافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر, ثم ثلاث جلسات موسعة لمتخذي القرار يومي الثلاثاء والأربعاء, موضحاً أن مشاركة الوزارات جاءت بتمثيل يناسب طبيعة المؤتمر ومحاوره وأهدافه حيث يسعى إلى توصيف التحديات ورسم خريطة للطموحات من خلال الواقع . وأضاف الدكتور حسام العنقري أن الجلسات العلمية سيكون بواقع جلستين لكل محور وسيتم عقد الجلستين بالتوازي حيث سيتم استعراض البحوث والاستماع إلى المداخلات والمناقشات ، لافتاً أن هذه الجلسات سوف تركز في مجملها على المحاور الثلاثة للمؤتمر وهي: التوظيف الأمثل للموارد الاقتصادية . الفرص المتاحة في الاقتصاد الوطني . الاقتصاد السعودي والبيئة العالمية . ومشيراً إلى أنه سوف تتطرق الأبحاث والمناقشات إلى القضايا الجوهرية للاقتصاد الوطني ومنها : إدارة المخاطر, الاستثمار الوطني والأجنبي, التوظيف وتقليل نسبة وحجم البطالة, التضخم, التعليم, التنافسية, التنمية المحلية, الحوكمة والقوانين, الزراعة , السياحة , سياسات الاصلاح والشفافية , النفط والطاقة , النمو الاقتصادي , المؤسسات الصغيرة والمتوسطة , القطاع المصرفي والمالي , عضوية المملكة في مجموعة العشرين , ومعالجة قضايا الفساد والفقر , وغير ذلك من الأبحاث والأوراق العلمية ذات العلاقة بموضوعات المؤتمر . وفيما يتعلق بأهداف المؤتمر أوضح الدكتور حسام العنقري إن المؤتمر يسعى إلى تحقيق عدة أهداف منها : التأكيد على دور كلية الاقتصاد والإدارة والجامعة بصفة عامة في خدمة المجتمع وقضاياه, الاستفادة من الأبحاث العلمية في الميادين التطبيقية, تقديم رؤية علمية للتحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني مع استشراف المستقبل حتى تكون الحلول والبدائل والخيارات جاهزة في حال حدوث أزمات اقتصادية إقليمية أو عالمية , وضع خريطة علمية للطموحات في هذا القطاع الحيوي , مناقشة تأثير الأزمات العالمية والأحداث الإقليمية على الاقتصاد الوطني , المساهمة في وضع استراتيجية لتوسيع القاعدة الانتاجية وتنويع مصادر الدخل الوطني , التوسع في جذب الاستثمارات التي تناسب الفرصة المتاحة والممكنة في الاقتصاد السعودي وفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين , إيجاد فرص عمل حقيقية للخريجين وشباب الوطن , التأسيس مؤتمرات أخرى في المستقبل سوف تنفذها كلية الاقتصاد والإدارة بمشيئة الله تعالى في هذا الاتجاه , والرفع النتائج والتوصيات إلى الجهات المعنية بالاقتصاد الوطني في المملكة . وفيما يتعلق بالإعداد والتجهيز لهذا المؤتمر أوضح حسام العنقري , أن الإعداد بدأ منذ صدرت الموافقة الكريمة من المقام السامي الكريم قبل ما يزيد عن العام ونصف العام حيث تم تشكيل عدة لجان متخصصة وبالتنسيق مع مركز الخليج للأبحاث الجهة المشاركة في التنفيذ ومنها اللجان العلمية , التنظيمية , الإعلامية , الإدارية , اللوجستية , لجنة البروتوكول والاستقبال , والتجهيزات الفنية , مشيراً إلى أن رئاسة المؤتمر واللجان التي تم تشكيلها بدأت في اختيار المشاركين وإجازة الأبحاث العلمية وفقاً للمعايير الأكاديمية المتعارف عليها والتي تقرها جامعة المؤسس ، وترجمة هذه الأبحاث باللغتين العربية والانجليزية , وكذلك وضع كافة الترتيبات التي تضمن نجاح المؤتمر بما يتناسب مع الرعاية الكريمة واهتمام المقام السامي الكريم وذكر الدكتور العنقري أن الكلية نظمت معرضاً متخصصاً سيكون مصاحباً للمؤتمر تحت مسمى ( غيث ) وهو يروي ويسجل بالأرقام والصور ملحمة النهضة الاقتصادية السعودية التي تحققت منذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز بالتزامن مع تنظيم فعاليات المؤتمر , ويتضمن صوراً نادرة وفيلماً وثائقياً وكتاباً علمياً ومطويات وغير ذلك , مشيراً إلى أن يهدف هذا المعرض تقديم صورة واضحة وشاملة عن تطور الاقتصاد الوطني خلال 100 عام من عمر المملكة العربية السعودية . وتم دعوة 1000 رجل أعمال وممثلي الغرف التجارية الصناعية حيث أن القطاع الخاص يعد من أهم مرتكزات الاقتصاد الوطني السعودي , وهو شريك أساسي في البناء والتنمية . من جهته شدد رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز صقر على ضرورة تضافر جهود البحث العلمي مع المسئولين والقطاع الخاص من أجل توسيع القاعدة الانتاجية وتنويع مصادر الدخل وعدم التركز على النفط كمصدر رئيسي للدخل الوطني خاصة أن النفط سلعة تتأثر بالأسواق العالمية والأحداث السياسية , إضافة إلى منافسة أنواع الطاقة الاخرى لها خاصة ما يُعرف بالطاقة الجديدة والمتجددة , كما أن أسعار النفط متقلبة وغير ثابتة وفي حال انخفاضها بشكل مفاجئ وبما هو أقل من الأسعار المقدرة في الموازنة العامة للدولة قد يؤثر بالسلب على خطط التنمية وعلى اجمالي الناتج الوطني . وأكد الدكتور بن صقر أن الاقتصاد الوطني السعودي به العديد من الفرص المتاحة والواعدة وفي مجالات كثيرة منها الصناعات المختلفة , الخدمات , والسياحة وغيرها , فكل هذه القطاعات قابلة لاستيعاب العديد من الفرص الاستثمارية الجديدة وذات العمالة الكثيفة التي تتيح العديد من الوظائف للشباب السعودي الباحث عن العمل , وتمثل إضافة مهمة للناتج الوطني . وأعرب الدكتور عبد العزيز بن صقر عن تفاؤله بمستقبل الاقتصاد السعودي , وقال في هذا الصدد أنه الاقتصاد الأقوى في منطقة الشرق الأوسط ويأتي ضمن أكبر اقتصاديات 20 دولة على مستوى العالم , ناهيك عن أن المملكة تمتلك المخزون و الانتاج الأكبر من النفط , ما أن الاقتصاد الوطني حقق معدلات نمو مرتفعة رغم الأزمة المالية العالمية التي تأثرت بها معظم الاقتصاديات العالمية في السنوات الأخيرة . وحول المشاركة الكبيرة لأعضاء من مجلس الشورى في هذا المؤتمر إضافة إلى مشاركات المسئولين التنفيذيين والباحثين أوضح بن صقر أن كل هذه الجهات لها علاقة مباشرة بالاقتصاد ولابد التعاون والتنسيق فيما بينها . جدة | سعود المولد