قدر خبراء حجم الأموال السوداء بنحو 3.9 تريليون دولار سنويا منها 1.82 تريليون في الولاياتالمتحدة وحدها، رغم صعوبة تحديد رقم دقيق لحجم عمليات غسيل الأموال في العالم. وأشار تقرير لموقع «إيكونومي ووتش» المتخصص إلى تقديرات صدرت عن صندوق النقد الدولي عام 1996 قدر فيه حجم الأموال التي يتم غسلها سنويا على مستوى العالم بما يعادل 2 5% من حجم أنشطة الاقتصاد العالمي، غير أن مجموعة العمل الدولية المشكَّلة لمحاربة غسل الأموال ترى أنه من الصعب تحديد رقم يعتمد عليه في هذا الشأن، بيد أن الرقم الأكثر تداولا في وسائل الإعلام العالمية البالغ 1.5 تريليون دولار، فإن الدكتور ديونيسيوس ديميتيس مؤلف كتاب التكنولوجيا ومكافحة غسيل الأموال يرى أنه يصلح فقط للاستهلاك الإعلامي. معاقل غسيل الأموال فيما رأى الرئيس التنفيذي لمركز تحليل الاتجاهات الإجرامية جون ووكر أنه في الإمكان وضع تقديرات موضوعية دقيقة تزيد وفقا لنموذج التحليل الرياضي الذي صممه لهذا الغرض عام 1998 على غالبية الأرقام المتداولة، وتتراوح في حدود 2.85 تريليون دولار سنويا، وليس من قبيل المفاجأة -حسب ووكر- أن تتركز المعاقل الأكثر نشاطا على مستوى العالم لغسل الأموال في أمريكا الشمالية وأوروبا. وأعرب عن اعتقاده أن الجهود العالمية لمكافحة غسيل الأموال لم تنجح بصورة جوهرية على أي مستوى يذكر في الحد من هذا النشاط، اللهم إلا في حمل محترفي «الغسل» على ابتكار وسائل جديدة. ورأى أنه بوسع أي متورط في مثل هذه الجرائم أن يستفيد من غياب الرقابة على أسعار التجارة العالمية خاصة في مجال الخدمات. نموذج ووكر ووفقا للنموذج الذي استحدثه ووكر، فإن الولاياتالمتحدة تتحمل المسؤولية بنسبة 46.3% عن الأموال التي يتم غسلها (1.32 تريليون دولار)، في حين تشمل أهم المراكز الأخرى التي تستقطب أموال الجريمة المنظمة على الترتيب: إيطاليا في المركز الثاني (0.15 تريليون دولار بنسبة 5.3%)، روسيا (0.146 تريليون دولار بنسبة 5.2%)، الصين (0.130 تريليون دولار بنسبة 4.6%)، وتضم القائمة في المراكز التالية كلاً من ألمانيا وفرنسا ورومانيا وكندا وبريطانيا وهونج كونج. ويرى خبراء الاقتصاد أنه يتعين زيادة الرقم الخاص بحجم الأموال السوداء التي يجري غسلها في أنحاء العالم والبالغ حجمها 2.85 تريليون دولار بنسبة 38% بما يتيح استيعاب الأثر الناجم عن تضخم الدولار وما يترتب عليه من زيادة الرقم الإجمالي إلى 2.933 تريليون دولار وإلى 1.82 تريليون بالنسبة للولايات المتحدة. وول ستريت ولندن الأكثر جذبا تفيد أهم النماذج الرياضية المسستخدمة في تحديد المقاصد النهائية لعمليات غسل الأموال حسب «إيكونومي ووتش» بأن هذه المقاصد تختلف في بعض الأحيان عن المراكز الأصلية الحاضنة لعمليات الغسل، وللمرة الثانية فإن الولاياتالمتحدة تحتل المركز الأول على مستوى العالم بنسبة 18.9% ضمن قائمة الوجهات النهائية التي تتدفق إليها الأموال السوداء بعد غسلها، وتأتي جزر كايمان في المركز الثاني بنسبة 4.9% ثم روسيا 4.2%، والصين ورومانيا وكندا والفاتيكان ولوكسمبورج وفرنسا. وتفيد آخر عملية تحديث أجريت على نموذج ووكر المطبق منذ 1998 أن مدينة لندن وول ستريت يلعبان الآن دورا أوسع نطاقا في غسل الأموال على مستوى العالم. تورط بنوك أمريكية وأظهرت تحقيقات الأجهزة الرقابية في السنوات القليلة الأخيرة، أن عدداً من البنوك الكبرى في الولاياتالمتحدة تورط في فضائح متعلقة بأنشطة غسل أموال، وأشارت أصابع الاتهام بقدر كبير من الصدمة إلى تورط مصرف واتشوفيا الواقع في ولاية مياميالأمريكية، في عمليات غسل أموال عام 2009 بلغ حجمها 420 مليار دولار لحساب عدد من أصحاب الحسابات المعروف تورطهم في تجارة المخدرات. وتوصلت التحقيقات إلى شراء طائرة بتسهيلات مصرفية استخدمت في نقل 22 طنا من الكوكايين عبر الأمريكتين من قبل منظمات التهريب، وانتهت الواقعة بتحميل مصرف واتشوفيا غرامة قدرها 160 مليون دولار، وهو ما يعادل 2% فقط من الأرباح التي عادت على المصرف نتيجة العملية، التي قدرت بنحو 123 مليار دولار، كما تم تحميل مصرف نيويورك غرامة قدرها 38 مليون دولار في أعقاب تحقيقات أثبتت تورط مسؤولي المصرف في أنشطة غسل أموال.