من قدر له زيارة أحد المتاحف الخاصة لا بد وأن يظهر احترامه لصاحب هذا المتحف إزاء صبره وتحمله وسعة أفقه وبعد نظره في جمع هذه المقتنيات المتحفية لسنوات ممتدة، ولا بد له أن يتساءل عن الدافع الذي يحرك صاحب المتحف إلى جمع كل هذه المقتنيات وبمبالغ طائلة قد تأتي على حساب احتياجات حياتية أخرى؟! حسناً ما الداعي لكل سبق؟! إنه بسبب زيارة خاصة قمت بها والزميل الكاتب محمد آل سعد خلال زيارة له إلى ينبع لمتحف رضوي الخاص بالزميل الينبعي سالم الحجوري، وبقدر ما سررت مما احتواه متحفه وما يمثله من قيمة حضارية ومعرفية عن تراث المحافظة والتراث الوطني والإنساني بشكل عام، بقدر ما تألمت من حال المتحف الذي اغتصب جزءاً من مسكن الحجوري الخاص، وقد كان ذلك داعياً لسؤاله لماذا لا ينقل متحفه إلى مكان يصمم خصيصاً له. على ضوء ما يكتنزه من معروضات ثمينة نادرة فأفاد بوجود توجيه من وزير الشؤون البلدية والقروية بيد أن الجهة المختصة في المحافظة لم تسلمه شيئاً حتى الآن؟! وعودة إلى المتاحف الخاصة فهي وإن كانت فردية وذات ملكية خاصة فإنها في حقيقتها تمثل إرث مجتمع بأكمله ومن هنا يجب أن ننظر بعين التقدير لأولئك الذين أخذوا على عاتقهم حفظ هذا التراث.. ودعمهم ومساندتهم ولا أقل من مكافأتهم بمواقع ستكون حتماً من معالم المدينة -أي مدينة- ومقوماتها السياحية والثقافية..وبمناسبة الحديث عن المتاحف الخاصة فكم أتمنى لو أصدرت هيئة السياحة دليلاً تعريفياً بها، كأقل تقدير لها ولأصحابها!