عمدت جهات مختصة في مدينة أبها اختيار الثالثة من فجر أمس لهدم أقدم وأهم المعالم السياحية والتراثية في أبها، «دوار القصبة»، ووصل عدد من حضروا عملية الهدم أكثر من 500 شاب، اصطفوا لمشاهدة الحدث الأهم لإزالة المَعْلم الأكثر عنوانا في مشهد المدينة، وطالت صيحات الاستهجان والاعتراض معدات أمانة عسير، وهي تتقدم لإزالة المَعلم، الذي تهاوى رغم صموده مئات السنين، معلنا العناد على كل تفاصيل المدنيّة والحضارة، وشاهدًا على تسجيل حضوره في أي استفسار عن أبها صيفا وشتاء. ولم يكتف الشباب بالمشاهدة التي علاها الامتعاض، بل أن بعضهم آثر أن يأخذ معه جزءا من تراث المكان، عن طريق أخذ الأحجار، وخصوصا حجر «المرو»، الذي كان يزين ناصية القصبة. وكشف أمين عسير المهندس إبراهيم الخليل ل»الشرق» أن سبب إزالة المَعلم هو توسعة طريق الأمير سلطان، الممتد من عقبة جازان مرورا بوسط المدينة ووصلوا إلى طريق الطائف، مبينا أن كلفة المشروع تقترب من 500 مليون ريال، مكتفيا بوجود ثمانين مليون ريال معتمدة للمشروع في مرحلته الاولى، مشيرا إلى وجود عوائق تعترض نزع الملكيات. وأضاف إن معدات الأمانة اختارت وقت الفجر وبتنسيق مع المرور لخفة وطأة الزحام، ومنعا لتجمع أكبر عدد من الأشخاص. وأوقفت دوريات المرور قائدي مركبات يسيرون في الاتجاه المعاكس في الشارع الرئيس. ويعتبر «دوار القصبة»، المبني من الأحجار، موقعا وسطا لتفريع المدينة ما بين خميس مشيط وجازان والطائف ووسط البلد. شباب محيطون بدوار القصبة قبل هدمه (تصوير: عبدالله الوائلي) آخر أوقات صمود القصبة (تصوير: عبدالله الوائلي) المَعْلم بعد تسويته بالأرض (تصوير: عبدالله الوائلي) تجمهر الشباب لأخذ عينات من الأحجار (تصوير: عبدالله الوائلي)