حان وقت تكاتف السعوديين ضد سطوة المتسللين للبلاد، الذين انتشروا في المدن والقرى والهجر وأصبحوا يشكلون خطراً حقيقياً على الحياة العامة وينشرون الفساد جهاراً نهاراً. العمالة السائبة اخترقت اقتصادنا واحتلت منابع مصادر الرزق أمام العاطلين ونشرت الفوضى وداست على القوانين والأنظمة، بل أصبحت تحدد مسارات الأمن والأمان في أماكن عدة، وهناك مواقع لهم لا يجرؤ أحد على المرور عليها لأن لغة التفاهم عندهم بالسواطير والسكاكين والشواكيش. يوجد سوق سوداء للعمالة المنزلية برواتب خيالية ويتم التسليم والاستلام عن طريق وسطاء في الظلام الدامس، وبعض المزارع والمشاريع تعج بالعمالة السائبة، والباعة أمام بعض الإدارات الحكومية وأمام الجوامع سائبة وإقاماتها غير نظامية. علّتنا منا وفينا، فالسعودي هو الذي يتعامل مع هذه الشريحة وهو الذي يسهل تنقلها ويسهل تمرير بضاعتها وهو الذي يوفر لها مناخا للعمل، وهذه حقيقة يجب عدم التهرب منها. وأنا شخصياً أعرف بعض المدارس السعودية التي تشغّل عمالاً بطريقة مخالفة للأنظمة، وأشاهد بنفسي بعض العمالة الوافدة التي تعمل كباعة بشكل غير نظامي أمام بعض إدارات الجوزات، ولا يتم القبض عليهم وترحيلهم. حان وقت تكاتف السعوديين ضد هذه الأوضاع بالتضامن وصدق النوايا للوقوف صفًّا واحداً ضد هذا السرطان الذي يتمدد في كل الاتجاهات بمعرفة بعض مصدِّري التعليمات والتحذيرات، ولا تنسوا محترفي “التستر” فهم أكثر خطورة وهم “الحافز” الحقيقي لتكاتف السعوديين ضد المخالفين للأنظمة.