ما أن تدخل موقع معارض السيارات، الواقع على طريق أبو حدرية في الدمام، حتى تتمنَّى لو أنك لم تدخل لصعوبة الخروج منه، واصطفاف السيارات على طول الطريق، وكلَّما مشيت متراً أتاك شخصٌ ليسألك إن كنت تنوي بيع سيارتك، ولا تعرف من أين تخرج لعدم وجود أي إشارات تدلك على الخروج، وتجد السيارات تسيرعكس الاتجاه والباعة المتجولين، الذين يبيعون كل ما يخطرعلى البال، تصطف على جانبي الطريق، في سوق يخلو من الإنارة والتنظيم وفي ظل غياب الدوريات الأمنية، وقيام أصحاب المعارض بركن المركبات بمواقف للعرض على الطريق السريع، وعلى رغم الإقبال الكبير الذي يشهده الحراج، إلا أن وجهه المظلم الذي لا يسر الناظرين هو عشوائيته وسوء تنظيمه. التقت «الشرق» بعدد من مرتادي المعارض، واستطلعت آراءهم حول بعض المظاهر المشاهدة في معارض السيارات ورصدت انطباعاتهم عما يدور في المكان من ممارسات.وأشار «الشريطي» فهد العنزي، الذي يعمل في المهنة أكثر من عشر سنوات، إلى أن هناك اتفاقات وحيلاً وغشاً في سوق معارض السيارات، وأن هناك «مافيا» أجانب تتحكم في السوق، وأغلبهم يعملون وسطاء للمعارض، وتقوم مهمتهم على بيع بعض السيارات الخاصة بالمعارض على الزبائن، وإيهام الزبون على أنه مضطر للسفر لذلك يبيع سيارته، بهذا السعر، في مقابل عمولة يحصل عليها من أصحاب المعارض. وأوضح أن نسبة الغش تزيد عن 70 %، خاصة أن الشخص الذي يشتري السيارة في ساحة العرض لا يعلم ما بها من عيوب ومشاكل، وكأنه يشتري كومة حديد، وقدَّر عدد السيارات التي تباع في اليوم الواحد من خلال عملية التحريج بسبعين سيارة، وأن السوق يأتي له زبائن من المناطق القريبة مثل حفر الباطن والنعيرية. وقال إن الأجانب يشكلون هاجساً لهم لدورهم غير الواضح في السوق، ويطالب بالاهتمام بنظافة السوق ووضع إنارة كافية، إضافة إلى إصلاح بعض الطرق، ووضع إشارات إرشادية واضحة للدخول والخروج. ويضيف الزبون حماد الرشيدي، الذي جاء ليبحث عن سيارة، أن أهم مشاكل السوق العشوائية في الساحة الخالية من التنظيم، كما لا يوجد مدخل أو مخرج رئيسي، ويطالب بدور أكبر لشيخ المعارض. ويطالب حسن الطلحي بتوفير الإنارة في السوق، ووجود دورية أمنية لتنظيم الحركة المرورية، وخاصة يوم الجمعة، وكذلك منع البائعين المتجولين خاصة بائعي العصير، الذين يفتقرون للشروط الصحية. ويوافقه الرأي عبدالله الخالد، صاحب معرض، من أن التنظيم في حركة السير في السوق سيئ جدا، فلا تعلم من أين تدخل ولا من أين تخرج، وكذلك الصرف الصحي سيئ وخاصة في أوقات المطر، ويؤكِّد أن أغلب الذين يعملون في السوق كشريطية هم من الأجانب المتخلفين الذين لا عمل لهم سوى هذه المهنة، ويقدّر عدد السيارات التي تباع في ساحة السوق بين سبعين إلى ثمانين سيارة في اليوم. ويطالب أبو أحمد منع مفترشي السوق والباعة المتجولين، الذين يبيعون المأكولات والحلويات والعطورات والسِّبَح، مستغلين وجود العدد الكبير من الزبائن وخاصة يوم الجمعة، كما يطالب بوضع دورية خاصة أمام المقبرة القريبة من السوق، فما أن يخرج أحد من المقبرة ليدفن عزيزاً له إلا ويجتمع عليه الشريطية ليساوموه على بيع سيارته. ويبيِّن شيخ المعارض أحمد القحطاني أن عمله يتلخص في متابعة الإجراءات الأمنية لأي عملية بيع وشراء، وحلّ المشاكل في نطاق السوق، في حال حصول خلاف بين البائع والمشتري، مؤكِّدا أنه يعالج 15 مشكلة أسبوعيا، وكان العدد أكبر في الماضي، ويشير إلى أن الناس أصبح لديهم وعي أكبر. وعن أكثر المشاكل، أوضح أنها تتمثل في أن يشتري أحد الأشخاص سيارة، فيكتشف أنه خدع فيها، ويريد أن يرجعها، مؤكِّدا أن الضمان على السيارات المباعة تحت المزايدات يكون على حسب الاتفاق بين البائع والمشتري. ويطالب شيخ المعارض الاهتمام بنظافة السوق والصرف الصحي، ووضع إنارة كافية ومراقبة البسطات المنتشرة والباعة المتجولين، وأوضح أنه قام بمخاطبة الأمانة أكثر من مرة بخصوص الإنارة والنظافة وزفلتة بعض الشوارع، ولم يحصل أي تجاوب، ووضع إشارات مرورية تبيّن مداخل ومخارج السوق ومنع السير العشوائي. وحاولت «الشرق» أخذ رأي أمانة المنطقة الشرقية بالاتصال بمدير العلاقات العامة والإعلام وإرسال رسالة على البريد الإلكتروني، إلا أنه ورغم مرور أكثر من شهر لم يصل أي رد.