نعم، سامح الله قناة الكأس التي بدأت بمجلسها الشهير للتحليل الرياضي يضم أطيافا متعددة من الرياضيين المعتزلين للتعليق على المباريات، هذا التعليق الذي فجأة تحول إلى مداعبات شقية لحارس مرمى البحرين الأخطبوط المعتزل حمود سلطان الذي اشتهر بسرعة انفعاله وطيبة قلبه، الجمهور ترك التحليل وصار يتفرج على انفعالات حمود سلطان حيناً وحيناً على شجار مفتوح بين أعضاء المجلس على اختلاف في وجهات نظر كروية من الممكن أن تسمعها في أي مجلس أو قهوة أو طلعة بر. المشكلة أن فكرة هذا المجلس انتشرت كالنار في الهشيم وسط برامج التحليل الكروي في تلفزيونات الخليج، فتلاه برنامج عادل عصام الدين في الرياضية السعودية نفس الفكرة «ونفس الهواش» مع رياضيين آخرين وديكور استديو آخر.التحليل الرياضي ليس محل اجتهادات ولا عراكات لفظية، التحليل الرياضي فن وعلم وخبرة وتجربة واستعداد فطري وتحضير، وأكثر من يجمع هذه المقومات هو المحلل الرياضي التونسي الشهير عبدالمجيد شتالي مدرب منتخب تونس الأسطوري في نهائيات كأس العالم في المكسيك عام 1982م.عبدالمجيد الشتالي مع المقدم خالد ياسين قدما برنامجا مثاليا للتحليل الرياضي على قناة أوربت في منتصف التسعينات. في المملكة العربية السعودية يبرز خالد الشنيف بتحضيره الجيد للمباريات مع فارق الخبرة، وإن كان يُعاب عليه التركيز على ترديد أسماء اللاعبين أكثر من التركيز على تحليل الأداء وسط الملعب.الآن تحولت المسألة إلى كل من هب ودب للتحليل الكروي منهم من يصيبك الغثيان وأنت تسمعه يتعتع ثم يأتي بكلام بديهي لا فائدة من سماعه، ثم يأتي البحث عن افتعال شجارات بين الضيوف لإشعال البرنامج، وهذا لا يخدم التحليل الرياضي في الخليج ولا يخدم الكرة في الخليج التي تعاني من ويلات كثيرة وسط سطوة الدوريات الأجنبية بأدائها المذهل في ظل غياب التنظيم والتطوير والفكر الكروي والصرف المادي اللازم لإحياء الكرة في الخليج.