تأتي بوابة المكتبات السعودية، بعد انتظار طويل، كأداة حصر واسترجاع هامة في عصر المعرفة والإنترنت. وتخدم البوابة الباحثين والدارسين في الداخل والخارج من خلال حصر مقتنيات المكتبات ومراكز المعلومات في المملكة في قاعدة قياسية واحدة، وتيسير سبل البحث فيها، حيث بنيت، ومثيلاتها بوابات مكتبات الدول العربية، على أساس تعاوني، تتآزر فيه المكتبات الأعضاء مع إدارة الفهرس العربي الموحد، في بناء مورد معلوماتي في شتى مجالات المعرفة الإنسانية، وفي جميع أشكال أوعية المعلومات. وستكون البوابة، التي ساهمت فيها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة خدمة للعلم والمعرفة، إضافة للبنية المكتبية في المملكة، وعين يطل منها الباحثون والدارسون على كنوز الحضارتين الإسلامية والعربية. قاعدة قياسية وقال وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة، إن البوابة نافذة للاطلاع على مقتنيات المكتبات ومراكز المعلومات في المملكة، التي تم حصرها في قاعدة قياسية واحدة، كونها تضم في عضويتها جميع المكتبات السعودية الحكومية، ومكتبات الجامعات والمكتبات العامة والمكتبات المدرسية، وتقدم خدماتها للباحثين والدارسين من داخل المملكة وخارجها، وخدماتها لجمهور القراء من طلاب العلم ومنسوبي المكتبات. وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان إن هذه البوابة لبنة بناء للنشر الإلكتروني ولأوعية المعرفة والمعلومات المتوافرة بالمكتبات المحلية عن الحضارتين العربية والإسلامية، من خلال إتاحة إمكانية البحث في مقتنيات جميع المكتبات السعودية للأعضاء، إلى جانب إمكانية البحث في مقتنيات مكتبة محددة. عمل دؤوب عبدالكريم الزيد وأوضح نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، الدكتور عبدالكريم الزيدان، أن بوابة المكتبات السعودية أتت بعد سنوات من العمل الدؤوب المتمثل في بناء قاعدة ببليوجرافية خاصة بمقتنيات المكتبات السعودية ضمن منظومة الفهرس العربي الموحد. وقال «طورنا الملفات الاستنادية الخاصة بهذه البوابة، وأنجزنا ملفاً إلكترونياً متكاملاً لأسماء المؤلفين السعوديين وملفاً للهيئات السعودية، بالإضافة إلى ملف رؤوس الموضوعات، وهذه الملفات ضرورية للاسترجاع الفاعل». إثراء الساحة عبدالله الكناني وأشار المشرف على المكتبات العامة في وزارة الثقافة والإعلام، عبد الله الكناني، إلى أن هذه النافذة تمثل إحدى الثمار، التي سعت إليها الجهات المعنية بهذا الشأن، من أجل الاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال الثقافة والأدب والفكر، مبيناً أن من شأنها توفير جهد الباحثين والدارسين وطلاب المعرفة من المثقفين والأدباء، وعناء البحث للوصول إلى المراجع والكتب. وقال إن البوابة تسهل مهمة البحث عن جميع مصادر المعلومات في كافة فروع المعرفة. وحول ما يخص تفعيل هذه الخدمة وسبل تطويرها، قال الكناني إن الأمل معقود على كافة المثقفين والأدباء والمفكرين في رفد هذه البوابة بالجديد من البحوث والكتب المفيدة. رؤية جديدة وأوضح مساعد المشرف العام على الإدارة العامة للمكتبات في وزارة الثقافة والإعلام، فيصل مرغلاني، أن البوابة رؤية جديدة للمكتبات السعودية نتمنى أن تحقق تطلع المثقفين السعوديين وغير السعوديين في الاطلاع على الكتب والمعارف بيسر وسهولة، مؤكداً أن من أهم شروط نجاحها أن يكون هناك وعيا كافيا لأهميتها ولما ستحققه للمهتمين بالشأن الثقافي. مصادر رقمية وبين عميد شؤون المكتبات في جامعة الإمام، الدكتور محمد الخليفي، أنه لم يعلن عن هذه البوابة بشكل مناسب قبل تدشينها. وقال: نتعامل معها منذ عامين، مشيراً إلى أنها تؤمن المصادر الرقمية الإلكترونية لأكثر من 24 جامعة حكومية في المملكة، وأن فيها قواعد معلومات عامة لكافة الكتب في المملكة والمقالات والدوريات والكتب الإلكترونية. بنية تحتية وأكد مدير المكتبة الرقمية، الدكتور مساعد الطيار، أهمية توحيد الجهود الخاصة بالبنية التحتية للمكتبات في السعودية، وقال «إن المكتبة الرقمية تقدم خدمات لأكثر من خمسين مكتبة من مكتبات جامعات التعليم العالي في الجامعات السعودية». وعن بوابة المكتبات قال: «يتم الاستفادة منها في ببليوجرافيا المعلومات، وهي خدمة مميزة بدلاً من إهدار الوقت والجهد في البحث في الفهارس، كما أنها توفر معرفة مكان الكتاب وتبويبه الجديد». ودعا الطيار إلى تكتل ثقافي للمسؤولين عن المكتبات في المملكة لإيجاد بنية تحتية للثقافة والمكتبات، مطالباً بأن يكون عمل المكتبات عبر تضافر الجهود والمقترحات والأفكار والتطلعات، وبتوفير ورش عمل لتدريب الموظفين في المكتبات على المكتبات الرقمية ووسائل الاتصال الحديثة، وبالعمل على توفير الخبرات للعاملين في المكتبات وقواعد المعلومات، والتعامل مع التقنية بجدية، وتحفيز رجال الأعمال للاستثمار في قطاع المكتبات. مشروعات تعاونية د. جبريل العريشي وقال أستاذ المعلومات بجامعة الملك سعود، نائب رئيس لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات،عضو مجلس الشورى، الدكتور جبريل العريشي، إن البوابة تعكس أحد أهم الأشياء التي نفتقدها، وهي المشروعات التعاونية بين المكتبات ومراكز المعلومات في المملكة، حيث تجمع هذه البوابة منتجات وخدمات مكتبات المملكة بما يعطيها زخماً يمكن أن تكون أنموذجا لمشروعات للتعاون في مجال المكتبات والمعلومات باستخدام البوابات التعاونية على شبكة الإنترنت. أمنية الباحثين د.أحمد خضير وقال رئيس مجلس إدارة جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، الدكتور أحمد بن عبدالله بن خضير، إن البوابة تحكي أمنية المتخصصين والباحثين والعلماء وأهل الثقافة والأدب، وتمثل وصلاً حقيقياً بين مصادر المعلومات والباحثين عنها، وهي بوابة تجيب الباحث عن سؤاله أين أجد هذا المصدر المعلوماتي؟ مشيراً إلى أن الجواب التقليدي لهذا الاحتياج هو الانتقال من مكتبة إلى أخرى وربما السفر لتلبية احتياجهم المعلوماتي. إنجاز رائع أما وكيل عمادة شؤون المكتبات للطالبات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، الدكتور مسفرة الخثعمي، فقالت إن المشروع إنجاز ينبغي أن نفخر به، لاسيما المهتمين والمتخصصين الباحثين في مجال المعلومات، معتبرة أن وجود بوابة إلكترونية واحدة لجميع المكتبات السعودية أمر طيب لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر للفهرس العربي على هذا العمل. ترجمة جهود وأكدت المسؤولة في قسم علم المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتورة فاتن بامفلح، أن إطلاق بوابة المكتبات السعودية هو بمثابة ترجمة لجهود مكتبة الملك عبدالعزيز العامة متمثلة في إدارة مركز الفهرس العربي الموحد، والدور الذي تقوم به لخدمة الباحثين والمستفيدين، فهي تعكس الدور الرائد لهذه المكتبة في تقديم خدمات معلومات تلبي احتياجات المستفيدين.