علت الأصوات المعتدلة في وسائل الإعلام المصرية بعد قرار المملكة العربية السعودية بسحب سفيرها في القاهرة أحمد قطان للتشاور أمس الأول، واجتمعت هذه الأصوات على اتهام الإعلام المصري بممارسة دور واضح في تأجيج الرأي العام قبل التثبت من الوقائع المتعلقة بقضية المحامي المصري المحتجز في المملكة بتهمة تهريب المخدرات، أحمد الجيزاوي. وقال السفير المصري السابق في الرياض أحمد غمراوي، في مداخلة على قناة «أون تي في» المصرية، إن دخلاءً على الصحافة المصرية مارسوا التأجيج لمحاولة إشعال النار بين مصر والسعودية. واتهم غمراوي هذا الإعلام بقيادة شباب أرعن لانتهاك حرمة السفارة السعودية في القاهرة وإحداث أعمال غريبة على المجتمع المصري الذي يُعرَف بإكرام الضيف فضلا عن الدبلوماسيين. ووصف الغمراوي ما جرى مؤخراً بين البلدين بالمأساة خصوصاً أن العلاقة بين البلدين لها خصوصية تاريخية، واعتبر أن عملية ضرب العلاقات في المنطقة العربية أصبحت ممنهجة ويتم تصعيدها بأيدٍ خفية. من جهته، قال مدير مركز الحوار للدراسات الاستراتيجية في مصر أحمد طاهر، في مداخلة على نفس القناة، إن من الخطأ إطلاق الأحكام ببراءة الجيزاوي قبل التحقق. واعتبر أن وسائل الإعلام خلطت كثيراً بين الحقائق والشائعات بدلاً من معالجة القضية بشكل قانوني صحيح حتى لا يتكرر الخطأ الذي وقع خلال الأزمة بين مصر والجزائر بسبب المباراة التي أقيمت في السودان وحدث على إثرها تدهور في العلاقات بين الشعبين. وقال «يجب معالجة القضية بصورة من العقلانية والحكمة بعيداً عن ضغط الشارع وهذا لا يتعارض مع حقه في معرفة الحقائق». وتساءل طاهر «ما ذنب الشعب السعودي في أن توجه إليه الشتائم على إثر قضية شخص واحد؟»، منتقدا تصريح وزير الخارجية المصري عن براءة الجيزاوي قبل انتهاء التحقيقات. بدوره، وصف رئيس لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الدكتور زغلول النجار، ما حدث من البعض في الشارع المصري ضد المملكة ب «محاولات شيطانية لتمزيق الأمة». وقال النجار، وهو مصري الجنسية، ل «الشرق» إن العلاقة بين السعودية ومصر قائمة على قواعد راسخة، أهمها روابط الدين والدم والعرق، وأنهما أمة واحدة، واعتبر أن هذه الأمور لن تعكر صفو هذه العلاقة، مطالبا بتجاوزها. وأضاف «عهدي بالمملكة تناول مثل هذه القضايا بشيء كبير من الحكمة واستيعاب المواقف»، مشبها الأمر ب «زوبعة في فنجان تقف وراءها دول مجاورة». ولفت النجار، الموجود حالياً في الخبر، إلى أن القضية برمتها تُنسَب لفرد أخفق ولا يجب أن تُحمَّل أكثر من حجمها، مؤكدا «أن السعودية ومصر دولتان كبيرتان، وأن إفساد العلاقة أحد أهداف بعض الجهات المحسوبة على الإسلام».