غرابة فيلم هندي، مسلسل مكسيكي/ تركي مشترك بنسخة “مدبلجة” للسنة ال18، إنتاج “كفيل سعودي”! والبطولة لراعي الأغنام الهندي “مورتي كير لي”، وهناك لقطة يقوم فيها “البطل” بمحاولة انتحار تمّ حذفها مراعاة لعواطف “المشاهدين”! لم ينته “العمل الواقعي” بعد، وهو مرشح لنسخ قادمة! فالبطل “مورتي” بعد عودته لبلاده في آخر نسخة “مدبلجة” بعد إقامته الجبرية بنفود “قعر الذيب” وجد ارتباط زوجته – بعد انتظارها ويأسها من عودته – برجل آخر! لتلجمه المفاجأة مستلهماً أبيات الشاعر العراقي يحيى السماوي: “أتعرف عاشقا قد كان طفلاً/ غداة مضى، وجاء به المشيب؟!/ غداً آتٍ فلا شفة تغنّي/ مواويلي وتنكرني الدروبُ/ وتطفئ ضحكة كحفيف زهرٍ/ ويومئُ نازل: “هذا غريبُ”)! ولأن الراعي وبعد إقامته الجبرية قد صار “بدوياً” بامتياز فربما كانت “الموسيقا” المرافقة لدهشته عبارة عن أغنية سعدون جابر: (عشرين عام انقضن وانت اللي ناسينا)! ثمة تساؤل عن حقوق “البطل” الراعي الهندي الذي تقاضى عن كامل مدة احتجازه 82 ألف ريال فقط بناءً على حكم شرعي! وهي عبارة عن متأخرات العامل طوال فترة عمل واحتجاز لمدة 18 عاماً! فهل يكفي هذا المبلغ الزهيد إنساناً امتصّ “المنتج الكفيل” قرابة عقدين من عمره مانعاً إيّاه من السفر ومن حق امتلاك وسيلة اتصال بأهله؟! أليس للقضية بعدٌ جنائي يستوجب ترافع المدعي العام ممثلاً للحق العام؟! وهل استندت “لائحة الادعاء” على أنظمة ومواد محددة لهذه الجريمة القاسية؟! ثم ألا يستحق الكفيل إيقاع أكثر من عقوبة تعزيرية بحقه لتشعب جنايته؟! أعرف أنها مجرد أسئلة لن ترد للعامل زوجته ولا عمره المهدور؛ ولكنها تمسّنا بشكل مباشر أكثر حتى من العامل الهندي نفسه لو كنّا نعلم!