انتقد مدير عام شركة السعيدان العقارية المهندس بدر إبراهيم السعيدان، الوضع الراهن لسوق العقار، وقال في حوار ل» الشرق» إن السوق العقارية تفتقد التنظيم ونقص التشريعات وتعيش حالة فوضى دائمة. وتوقع السعيدان أن يسفر معرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني «ريستاتيكس 15» الذي سينطلق اليوم -الأحد- في مركز الرياض الدولي، أن يسفر عن نتائج إيجابية تسهل من تملك المواطنين للمنازل بتسهيلات ميسرة. وأشار إلى أن المعرض تشارك فيه العديد من الشركات العقارية المحلية والأجنبية، إضافة إلى مؤسسات وشركات التمويل والبنوك التي ستعرض منتجاتها خلال فعالياته. رؤى وأفكار جديدة * بداية حدثنا عن استعداداتكم لمعرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني؟ - نحن مشاركون في الرعاية للمعرض وفي الحفل، ونحن مهتمون بمشاركة أقوى عن المعارض السابقة، فالمعارض العقارية هي بالأساس تعريفية وتثقيفية للزوار والمستثمرين الجدد، ومثل هذه المعارض تكسبهم الاطلاع والاحتكاك والمعرفة من حيث خطط الشركات وأفكار كبار المستثمرين وطرح رؤى جديدة، خاصة أنه في وقتنا الحالي تدور الكثير من الشائعات والبلبلة حول صعود العقار أوهبوطه، وموضوع الأسهم ومدى تأثيرها على حركة سوق العقار، كل هذه الأمور تتكشف للزائر من خلال الرؤى والأفكار التي تطرح من خلال هذا المعرض. نتائج إيجابية * وما الجديد في معرض هذا العام؟ - يأتي معرض الرياض للعقارات والتطوير العمراني «ريستاتيكس 15» الذي سيقام اليوم 29 أبريل في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض مختلفاً عن الأعوام الماضية، إذ يتوقع أن يسفر عن نتائج إيجابية تسهل من تملك المواطنين للمنازل، بتسهيلات ميسرة، خاصة وأن هناك العديد من الشركات العقارية المحلية والأجنبية إضافة إلى مؤسسات وشركات التمويل والبنوك التي ستعرض منتجاتها خلال فعالياته. تغيير الشعار * ما هي التطورات الجديدة لديكم في شركة آل سعيدان للعقارات؟ - تغيير الشعار، وقريباً سوف ننتقل إلى مبنى جديد، وكل هذا يتزامن مع موعد المعرض العقاري، إضافة الى تغيير شامل للشركة، وتغيير الشعار بالكامل وتحديث الرسالة والرؤية حسب المستجدات الحديثة. * ماذا تعني بالمستجدات الحديثة؟ - أعني تغيير الاتجاه من تطوير البنية التحتية إلى تطوير البناء، إذ أصبح لدينا مشروعات أكثر في مسألة البناء، فالطلب في السابق كان على شراء الأراضي والآن قليل من الناس يشترون الأراضي ويبنونها بأنفسهم، فقد أصبح الاتجاه إلى البناء الجماعي بشكل كبير، وباعتقادي أن هذا هو الاتجاه الصحيح، فعندما تبني بناء جماعياً فهذا يقلل من التكلفة. سيناريو مكرر * ما رأيك حول ما يتداول من نزول أسعار العقار وعدم الطلب عليه نتيجة ما يشاع عن عودة سوق الأسهم؟ - الدورات الاقتصادية بشأن العقار والأسهم وحركة السوق، دورات مستمرة واعتدنا عليها بحكم عملنا وخبرتنا، وهذه الموضوعات مرت عليّ في حياتي العقارية خمس أو ست مرات، ونفس الكلام يتكرر سواء في الاتجاه المرتفع أو العكس، ما يعني أنه سيناريو مكرر وتعودنا عليه ونعرف كيف نتعامل معه. قد يكون هناك نزول في مخططات المضاربة، وهي المؤشر لحركة السوق ولكنها ليست المقياس، فالمقياس يكون في الاتجاه العام، وموضوع المضاربات في الأسهم أن هناك أشخاصا يريدون الخروج والرابط بينهم هو المضاربات وهي خارج دائرتنا. * ولماذا أنتم خارج هذه الدائرة؟ - نعم نحن خارج دائرة المضاربات، فهناك مستثمرون سواء كانوا صغاراً أو كباراً يتجهون باتجاه جماعي، حتى في سوق الأسهم تجدهم «مفضوحين» في سهم معين، أو يتجهون مع بعضهم لسوق العقار ولهم أتباع كثيرون للأسف. شللية المضاربين * تقصد أن العملية مجرد شللية؟ - الشللية في مجموعة المضاربين أو المستثمرين في المضاربات تحديدا، وهم يتجهون للعقار وللأسهم ولأشياء معينة، وإذا جاؤوا للعقار يدخل معهم صغار المستثمرين من أصحاب الكسب السريع، وتصبح هناك مغريات تعتمد على الحظ، وإذا كنت فاهما للعبة تضرب وتمشي، وإذا جلست تتضرر سواء كنت في العقار أو في الأسهم. خلل السوق * ألا يوجد مرجع بالنسبة للعقاريين؟ - أكيد .. فالعقاريون يجتمعون مع بعض وينسقون مع بعض. * ويتآمرون مع بعض مثلاً ؟ - الموضوع ليس مؤامرة، ولكن هؤلاء أشخاصا يعيشون على العقار فيضرهم أي خلل في السوق، والخلل ليس معناه الهبوط فقط بل حتى الارتفاع السريع يعتبر خللا، فلابد أن يكون عملا مستقبليا واضحا وأنت لا تريد أن يهرب الناس منك، ولا تريد في المقابل كل الناس يأتون إليك، فهذا يضر الاقتصاد عموماً، وما يهمنا أن تكون السوق منظمة لأجل أن نشارك في الغرفة التجارية وفي اللجان العقارية والمناسبات العقارية وننشر الوعي. فوضى دائمة * هل تقصد أن هناك فوضى في سوق العقار؟ - نعم هناك فوضى في سوق العقار، فالسوق العقاري في فوضى دائمة ونقص في التنظيم والتشريعات، وهذا ما يجعل الاتهامات توجه لكل الجهات لأنه لا يوجد تحديد مسؤوليات ولا تحديد اتجاهات ولا أنظمة أو تشريعات تحدد العقوبات أو الجزاءات. تكريم وزير الدفاع * ماذا أعددتم لمناسبة تكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع في هذا المعرض؟ - لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز دور مهم وفعال في تنظيم وتخطيط مدينة الرياض بشكل خاص، وباقي مدن المملكة بشكل عام، وفي بداية تأسيس شركة آل سعيدان في العقار كان أميراً للرياض وكانت لمساته واضحة على المدينة وهو ما ينم عن نظرة مستقبلية، لذا فإن مدينة الرياض على المستوى التخطيطي تعد ألأفضل على مستوى المملكة، ومن لديه دراية في تخطيط المدن يعرف هذا الأمر. وأذكر أول مرة قابلت فيها الأمير سلمان، كنت حينها مع الوالد وكنت حديث التخرج من كلية الهندسة، فالوالد يُعرّف الأمير سلمان بي ويقول: هذا الابن بدر تخرج مهندسا من كلية الهندسة، فقال الأمير ممازحاً: ما شاء الله أنتم تخططون وهو يبني. عائلة تجارية * إذن لم تمارس التجارة إلا بعد أن حصلت على شهادة الهندسة؟ - نشأت في بداية الطفرة العقارية، ونحن كعائلة نمارس التجارة من أيام سور الرياض، وقد عاصرت عمل والدي مع جدي، وأثناء عمله في الحكومة، ثم فتح مكتبا عقاريا واستقال، وجاءت الطفرة الأولى في السبعينيات الميلادية وتوسعت مدينة الرياض، وكان اتجاهي من أيام الدراسة إلى العقار ولهذا السبب درست هندسة بناء. وبالمناسبة هناك كتاب اسمه «الأب الفقير والأب الغني» لكاتب أمريكي يتحدث من خلاله عن نشأة الأبناء في البيوت التجارية وكيف يصبح تفكيرهم فيما بعد تجارياً، ونشأة الأبناء في البيوت غير التجارية وكيف يكون تفكيرهم في التجارة، ويقصد أن الشخص الذي يكون والده موظفاً يدربه على الحماية، أي يقول له مثلاً يجب أن يكون عندك دخل ثابت ولا تخاطر، فينشأ الابن على هذا الأساس. شركات عائلية * هل أنت من مؤيدي الشركات العائلية؟ - على مستوى العالم تجد أن الشركات العائلية من أنجح الشركات العامة، ولكن المشكلة في الشركات العائلية طالما أن المؤسس موجود يكون النجاح مبهرا، وإذا جاء الجيل الثاني الذي عاصر المؤسس تبدأ الصراعات، والشركات العائلية دائما نجاحها مرهون بتنظيمها، والسياسة التي بنيت عليها منذ بداية التأسيس أو منذ وجود المؤسس على قيد الحياة، وهناك أمثلة كثيرة للشركات العائلية الناجحة على مستوى العالم. المهندس بدر السعيدان يتحدث للزميل الكهفي ( تصوير حسن المباركي)