نفى عدد من المتخصصين في القطاع العقاري اتجاه مستثمرين عقاريين الى تصفية استثماراتهم وضخها في سوق الاسهم عقب انتعاشها المحدود خلال الاسبوعين الماضيين، مؤكدين ان سوق الاسهم ليس مغرية في الوقت الحاضر. وقال مدير شركة للاستثمار العقاري ابراهيم الشتوي ان القطاع العقاري لم يشهد خلال الفترة الماضية تصفية كبيرة او تصريف اراض من العقاريين وذلك نتيجة لانتعاش سوق الأسهم خلال الاسبوعين الماضيين، لافتاً الى ان ما يحدث في سوق العقار من بيع هو عبارة عن بحث عن فرص استثمارية عقارية في مواقع اخرى، خصوصاً ان المرحلة المقبلة للقطاع العقاري ستشهد طفرة كبيرة نتيجة لضخامة وحجم الاموال والمشاريع التي طرحتها الدولة في موازنة العام الحالي، والتي يتركز معظمها في قطاع الاسكان الذي سيستمر الطلب عليه خلال الخمس السنوات المقبلة. واشار الى ان السوق العقارية تشهد حالياً طلباً كبيراً من المستثمرين والراغبين في بناء مشاريع سكنية او استثمارية ولكن نادراً ما يتوافر عروض بسبب تمسك الكثير من اصحاب الاراضي بها او رفع اسعارها بشكل اعلى مما هو موجود في السوق. واكد الشتوي ان سوق الاسهم بوضعها الحالي لن تستطيع استقطاب شريحة كبيرة من المستثمرين العقاريين نتيجة عدم استقرارها، خصوصاً أن حجم السيولة المتداولة في السوق محدودة وتتذبذب من وقت إلى آخر. وذكر ان سوق العقار تشهد حالياً انتعاشاً كبيراً، خصوصاً عقب حالة الركود والاستقرار التي شهدتها في الفترة من بعد رمضان الى بعد الحج، إذ نشهد طرح مشاريع اسكانية وتجارية كبيرة في مختلف مناطق المملكة، اضافة الى مشاريع البنية التحتية التي ما زال العمل قائماً فيها حتى الان. من جهته، قال المدير العام لشركة لإدارة العقارات خالد المبيض ان المعلومات التي تشير الى ضخ اموال من مستثمرين عقاريين في سوق الاسهم غير صحيح، خصوصاً أن القطاع العقاري يصنف من الاستثمارات الآمنة التي تشمل جوانب عدة، مما جعله محطة جذب للكثير من المستثمرين. واشار الى انه من خلال عمله في القطاع العقاري لم يلمس شيئاً من هذه المعلومات التي تشير الى اتجاه العقاريين الى بيع استثماراتهم ودخول سوق الاسهم، لافتاً الى ان الاراضي الكبيرة التي تم بيعها خلال الفترة الماضية اتجه المستثمرون فيها الى شراء اراض اخرى بحثاً عن فرص استثمارية جديدة . ولفت المبيض الى ان السوق العقارية تختلف عن سوق الاسهم من حيث مخاطر الاستثمار، إذ نجد ان سوق الاسهم مخاطرها مرتفعة فيما نجد سوق العقار استثماراتها امنة ونادراً ما تتعرض لانخفاضات حادة ويغلب عليها الركود في بعض الأحيان بعكس سوق الاسهم التي تتذبذب بين الانخفاضات والارتفاعات في الاسبوع الواحد. واكد ان سوق الاسهم دائماً تستقطب المستثمرين في القنوات الاستثمارية المشابهة، إذ من المتوقع ان يستقطب جزءاً بسيطاً من المستثمرين والمضاربين في اراضي المنح والأراضي البعيدة عن التخطيط العمراني. وذكر المبيض ان القطاع العقاري يمر بمرحلة تطوير واستثمار وضخ سيولة كبيرة في قطاع المساكن مما جعل كثيراً من المستثمرين يتجهون الى تطوير الفلل والشقق السكنية وطرحها للبيع حيث من المتوقع ان يستمر الطلب على المساكن لسنوات عدة ويتطلب ذلك استثمار اموال كبيرة مما سيجعلها استثماراً مغرياً للكثير من المستثمرين. من جهته، اكد العقاري عبدالله المالكي ان هناك استثماراً مغرياً في اسهم الصناديق العقارية التي تديرها الشركات المالية المرخصة من هيئة السوق المالية والبنوك وهي البديل الآمن للاستثمار في سوق الاسهم الرئيسية التي تسببت خلال انهيارها قبل سنوات الى ضياع أموال المساهمين وإفلاسهم عقب ان باعوا اراضيهم ومساكنهم، مما يؤكد على ان ذلك كان درساً للكثير من المستثمرين العقاريين بعدم الاتجاه الى سوق الاسهم وضخ اموالهم فيها. وتوقع ألا تشهد سوق الأسهم السعودية تحسناً كبيراً إلا في النصف الثاني من العام الحالي، إذ ان جميع الخبراء في البنوك والمحللين الاقتصاديين أكدوا أن عوامل التحسن موجودة بالفعل ولكنها بطيئة مما سيجعل من ذلك عاملاً رئيسياً في عدم اتجاه العقاريين الى بيع استثماراتهم العقارية وضخها في سوق الاسهم قريباً. الصناديق العقارية بديل ناجح