يرفع عديد من الأحزاب السياسية في الجزائر شعار التغيير ولكنها تختلف في كيفية إجرائه وإن كانت تجمع على ضرورة أن يكون سلميا، وذلك في إطار استعداداتها للاستحقاق النيابي المقرر في العاشر من مايو المقبل. وتتبنى تلك الرؤية أحزاب من مختلف التيارات، ومن بينها حزب جبهة التغيير الذي يتزعمه عبد المجيد مناصرة المنشق عن حزب حركة مجتمع السلم الإسلامية. وقال مناصرة، في مؤتمر انتخابي في ولاية تبسة في أقصى الشرق الجزائري، إن تشكيلته السياسية تناضل من أجل “تغيير سلمي وتدريجي للسياسة الوطنية”. في حين يدعو زعماء التكتل الإسلامي “الجزائر الخضراء”، والذي يتشكل من حركات النهضة والإصلاح ومجتمع السلم، إلى انتقال سلس للسلطة من الجيل الذي حارب الاحتلال الفرنسي إلى جيل الاستقلال ليواصل مسيرة الأجداد وذلك بمناسبة خمسينية استقلال الجزائر المتزامن مع 5 يوليو المقبل.ووجد الإسلاميون الجزائريون في أحداث الربيع العربي فرصة سانحة للتقدم بهذا الخطاب بعد صعود التيارات الإسلامية في كل من تونس ومصر إلى سدة الحكم، ويُعتَقد أن عدوى الربيع الإسلامي قد تتكرر في الجزائر. في المقابل، يبدو حزب جبهة القوى الاشتراكية أكثر وضوحا في طرحه لموضوع التغيير حيث دعا السكرتير الأول للحزب إلى تجنيد المواطنين لتحقيق تغيير جذري للنظام السياسي سلمياً وإقامة جمهورية ثانية في الجزائر. ويتمسك الحزب الذي يقوده الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد بإنشاء مجلس تأسيسي ورحيل النظام الحالي ليعوضه نظام ديمقراطي “يحترم التعددية وإرادة الشعب في اختياره”. في حين يرفض زعيم التجمع الوطني الديمقراطي الحاكم في البلاد والوزير الأول، أحمد أويحيى، أطروحة هذه الأحزاب ويعتقد أن الجزائر حققت التغيير المنشود منذ عقود، ويعتبر من يتحدث اليوم عن التغيير “مجرد مغامرين” في إشارة إلى بعض الأحزاب الإسلامية التي اتخذت من شعار التغيير مادة دسمة للحملة الانتخابية.