تمكن الجيش اللبناني بالتعاون مع القوات البحرية ل “اليونيفل”، قوات حفظ السلام في لبنان، من ضبط سفينة تحمل على متنها ثلاثة مستوعبات مليئة بالأسلحة، وأُوقِفَت السفينة، التي تحمل اسم “لطف الله 2′′ وترفع علم سيراليون، في المياه الإقليمية اللبنانية أثناء مرورها مقابل سواحل البترون متجهة إلى مرفأ طرابلس. وتم اقتياد السفينة الى مرفأ سلعاتا في الشمال بعد اشتباه البحرية اللبنانية في أنها محمّلة بالأسلحة المهرّبة، استناداً إلى معلومات حصلت عليها الأجهزة الأمنية حول طبيعة الشحنة، وتردد أن السفينة التي يملكها السوري (محمد خ.) انطلقت من الإسكندرية شمال مصر متجهة إلى مرفأ طرابلس، فيما ذُكر أنها قبل مصر، كانت أبحرت من ليبيا على اعتبار أنها تحمل محركات وزيوتا. وعلمت “الشرق” أن المستوعبات الثلاثة التي كانت على متن السفينة مليئة بالأسلحة الرشاشة وقواذف أر بي جي وصواريخ مضادة للدروع من نوع “ستينغر”، كما أشارت مصادر أخرى إلى أن بين الأسلحة إضافة إلى رشاشات “كلاشينكوف”، ورشاشات “ام 16′′، وقاذفات “آر بي جي”، هناك كميات كبيرة من القذائف الصاروخية وقاذفات “لاو”، وإذ تردد أن من ضمن الحمولة قذائف مدفعية مختلفة العيارات، تحدثت المصادر نفسها عن وجود مضادات للطائرات من عيار 23 ملم. ورجّحت المعلومات الأولية أن تكون هذه الأسلحة متجهة إلى المجموعات السورية المسلّحة، لكن شيئاً من هذا القبيل لم يُحسَم، إذ إن التحقيق مع أفراد الطاقم لا يزال قائماً. وأشارت المصادر الأمنية إلى أن السفينة كانت قبل توقيفها متوجهة إلى مدينة طرابلس الساحلية الشمالية، علماً أن هذه المنطقة تشهد حركة نقل سلاح واسعة. وبانتظار انتهاء التحقيق خلال اليومين المقبلين، أمر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في بيروت، القاضي صقر صقر، أمس، بتوقيف أفراد طاقم الباخرة “لطف الله 2′′ المؤلف من عشرة أشخاص، بالإضافة إلى وكيل الباخرة في لبنان على ذمة التحقيق. في غضون ذلك، أشاد الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، بعملية مصادرة الباخرة واحتجازها، معتبرا أنها “تصب في خانة الحفاظ على السلم الأهلي الداخلي من جهة وترجمة لقرار الدولة اللبنانية بالحيلولة دون جعل لبنان ساحة لصراعات الآخرين أو ممرا لتصفية الحسابات”. وأضاف البيان الرئاسي أن سليمان “شدد على أهمية أن يبقى الجيش والقوى الأمنية على جهوزية تامة لدرء المخاطر ومنع أي محاولة يمكن أن تحدث فتنة آو تخلق اضطرابا في الداخل اللبناني أو تؤثر سلبا على علاقة الدولة اللبنانية مع الدول الشقيقة والصديقة خصوصا في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة ودولها”.