عبدالله المزمومي نفى مدير سجن بريمان في جدة المكلف العميد خضر الزويهري ما يشاع عن إضافة مادة الكافور المهدئة، لطعام السجناء، مؤكداً أن مندوبا من الإمارة يقف على طعام السجناء والمطبخ من ناحية النظافة وجودة الطعام من الناحية الصحية، لافتا إلى أنه يوجد تنوع في نوعية الطعام المقدم يوميا.وأكد العميد الزويهري ل «الشرق» أنه لا يتم ترحيل المصابين بمرض الإيدز من الأجانب قبل إكمال عقوبتهم المقررة، مشيرا أنه لا فرق بين السجين السعودي والأجنبي في خضوعهم للقوانين والأنظمة وحصولهم على الحق في العلاج.جاء ذلك خلال الجولة التي قامت بها «الشرق» داخل سجن بريمان ورصدت خلالها ما يدور داخله، وما يُقَدَّم للنزلاء من خدمات، إنسانية واقتصادية وتعليمية وصحية. وقال العميد الزويهري إن السجين الأجنبي وبعد تطبيق العقوبة المترتبة عليه يتم تسفيره إلى بلاده، مشيرا إلى وجود لجان تتابع الحالات المرضية وتتأكد من أن المرضى تلقوا العلاج اللازم، وهناك لوائح عديدة يتم الحكم من خلالها على كل حالة لإعطاء الفرص الكافية لتفهم كل حالة والعمل على إنهاء جميع الإجراءات المتعلقة بكل منها.إلى ذلك، كشفت الجولة وجود منظومة متكاملة من الخدمات داخل السجن جعلت من السجين شخصاً منتجاً من داخل المكان الذي يقضي فيه محكوميته، من خلال منظومة استطاعت أن تستثمر قدرات وإبداعات النزلاء لتعكسها واقعاً إيجابياً على السجين نفسه والبيئة التي من حوله. ويتلقى النزيل خدمات تعليمية لكافة المراحل ابتداءً من الابتدائية وحتى الجامعية، بمشاركة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الأهلي والتقني في فصول لا تختلف عن الفصول العادية في المدارس الحكومية خارج أسوار السجن، مع توفير معلمين مؤهلين في كافة التخصصات، إضافة إلى معمل متكامل للحاسب الآلي به خمسون جهازاً يشرف عليه متخصصون، يُقدِّمون برامج ودورات تدريبية في مجال البرمجة والتقنية. كما أتاحت إدارة سجن بريمان، بتوجيهات من وزارة الداخلية، للنزلاء إكمال تعليمهم الجامعي عن بعد، من خلال قاعات مهيأة للاختبارات الجامعية، ما يعتبر تأهيلاً علمياً يتيح الفرصة للنزلاء لممارسة حياتهم الطبيعية واندماجهم مع المجتمع بعد انتهاء محكوميتهم، الأمر الذي يخلق فرصاً وظيفيةً تساهم في تنمية مجتمعاتهم.كما قامت إدارة السجن بتدريب النزلاء على المهن الحرفية والمهنية ومنها النجارة والكهرباء والمباني وميكانيكا وكهرباء وسمكرة السيارات واللحام والحدادة والخياطة والتبريد والتكييف وصيانة الحاسب الآلي والإلكترونيات، وأعمال مكتبية أخرى إضافة إلى البرامج التشغيلية والمصانع. إضافة إلى كثير من عمليات التأهيل والتدريب التي تهدف لإكساب النزلاء لمهارات مهنية واجتماعية التي تسهم في تهذيب وتعديل سلوكهم إلى جانب تعميق القيم الأخلاقية والاجتماعية لديهم بما من شأنه مساعدتهم على الاندماج مرة أخرى في المجتمع. ويقدم سجن بريمان الإعاشة للسجناء بواقع ثلاث وجبات مطهوة يوميا، ووفق برنامج غذائي منظم ومتكامل. كما تصرف لهم مبالغ نثرية مالية يوميا لمساعدتهم على شراء ما قد يلزمهم من احتياجات. كما يصرف للسجناء في السنة خمس قطع من الملابس ثلاث منها صيفية والأخرى شتوية، ويصرف للسجين المحكوم عليه مدة أطول ملابس صيفية وشتوية بمعدل قطعة واحدة سنويا. كما يهتم مسئولو سجن بريمان بتقديم أفضل الخدمات الصحية المطلوبة بمجرد دخوله السجن، منها ما يتعلق بالخدمات الوقائية مما قد يتعرض له من أعراض أثناء وجوده بالمؤسسة الإصلاحية، ومنها ما يتعلق بالخدمة العلاجية اللازمة لما قد يتعرض له من أمراض عضوية أو نفسية خلال مدة محكوميته. من جانبه، كشف المشرف الاجتماعي بسجن بريمان عبدالله المزمومي أن الاختصاصي الاجتماعي داخل السجن يُطلب منه التعامل المتواصل مع احتياجات النزلاء من رعاية ومتابعة، أياً كانت أعمارهم وجنسياتهم والأفعال والقضايا التي ارتكبوها وعلى مختلف أنواعها. وذكر أن الاختصاصي الاجتماعي، وعلى ضوء الإمكانات المتاحة لديه، يقوم بتنفيذ البرنامج العلاجي والتأهيلي للنزلاء في مختلف القضايا والجرائم المذكورة، من أجل مساعدتهم على التكيف مع بيئة السجن، والاندماج الإيجابي مع نزلائه والعاملين فيه، وتوجيههم لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من البرامج والخدمات التأهيلية والعلاجية المتاحة في السجن، وبما يمكن من استثمار طاقاتهم وتقويم وتعديل سلوكهم وإعدادهم للعودة لمجتمعهم مواطنين صالحين، وكذلك العمل على المساهمة في رعاية أسرهم واستمرار تواصلهم مع مجتمعهم. كما لفت إلى أن الاختصاصي الاجتماعي يسعى إلى تأكيد استمرارية العلاقة بين السجين والأسرة من خلال إزالة المعوقات التي قد تقف حائلاً أمام تقوية تلك العلاقة وتنميتها خاصة بعد صدور الحكم على السجين. سجناء أثناء عملهم في إحدى الورش داخل سجن بريمان