يعزف بعض الرجال عن الزواج التقليدي مفضلين عليه زواج المسيار، نظرا لوضعهم المادي الذي لا يسمح لهم بتوفير متطلبات الزواج، كما وضعت النساء شروطا على طالبي هذا الزواج، وعلى الرغم من غرابة هذه الشروط إلا أنها أصبحت رئيسية عند كثير من الفتيات «الشرق» طرحت القضية في الساحة، حيث تبين إقبال النساء المطلقات على زواج المسيار أكثر من غيرهن لأهداف مختلفة، من أبرزها الأسباب المادية. مطلقات وأرامل تقول المطلقة منال عبيد «34» عاما من محافظة ينبع، وهي أم لأربعة أطفال، إنها طُلِّقت من زوجها منذ ما يقارب ثمانية أعوام لعدم التكافؤ الفكري والثقافي بينهما، مشيرة الى أن والدها أجبرها على الزواج مقابل تقاضيه مهرا مرتفعا، ولم تستطع رده إليه كي تحصل على الخلع إلا بعد سنوات طويلة، كما رفضت عائلتها تزويجها من جديد كونها طُلِّقت من رجل غني، وهو الأمر الذي دفعها إلى خوض تجربة الزواج المسيار، مشيرة إلى أن قرارها جاء بعد اعتمادها على نفسها وإكمال دراستها، وقالت «على الرغم من أنني أصبحت أعول نفسي إلا أنني بحاجة إلى زوج أعتمد عليه». وأضافت «اتجهت إلى زواج المسيار ووضعت شروطا على الراغبين في الزواج مني، منها حصولي على فيلا فاخرة، وخادمتين، وطباخ، وسيارة»، مبينة أنها زارت عدة خاطبات لهذا الشأن، ولم تتزوج حتى الآن، وتضيف «لا يهمني أن يكون زوجي شابا أو كهلا، المهم أن يكون ثريا يستطيع توفير عيشة كريمة لي». واشترطت الأرملة سامية الخالد 28 عاما، من مدينة الدمام، على من سيتزوج بها مسيارا، أن يدفع لها راتبا شهريا يؤمن حياة كريمة لها ولابنها البالغ ستة أعوام. وتقول «مها سليمان» البالغة من العمر 25 عاما «أقبل الزواج المسيار بشرط أن يعطيني مهرا 150 ألف ريال». كما بينت المطلقة بشاير جبار 39 عاما، أنها «لجأت لعديد من الخاطبات بحثا عن زواج المسيار». شروط عديدة والتقت الشرق عددا من الخاطبات، من ضمنهن أم عبدالله من القصيم، حيث بينت أن عدد الراغبات في زواج المسيار يتصاعد، ولديها قائمة بأسماء النساء، مشيرة إلى اشتراطهن شروطا عديدة من أهمها المهر المرتفع الذي قد يتجاوز 150 ألف ريال، إضافة إلى منزل، وتخصيص راتب شهري، مبينة أن أكثر طالبات زواج المسيار من المطلقات والأرامل. ونوهت بطلبات بعض النساء الصغيرات، التي لا تتجاوز توفير سكن، وإعطائهن مبالغ مالية شهرية زهيدة، مبينة أن أغلب طالبات الزواج في عمر الأربعين عاما. وأوضحت الخاطبة أم ناصر من محافظة ينبع إقدام الفتيات الصغيرات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن ال 25 عاما، على زواج المسيار، رغبة في رفع مستواهن المعيشي، خاصة وأنهن يطلبن أزواجا حالتهم المادية ممتازة. واعتبر المختص في علم الاجتماع عبدالرحمن القراش في حديثه ل«الشرق»، أن زواج المسيار لا يعد امتهانا للمرأة، مبينا أنه يعد حلا لبعض الحالات، بشرط تقنين حقوق المرأة، ووضح «يتفاخر كثير من الرجال بزواجهم من طبيبات ومدرسات تحت مسمى المسيار، منوها أن أغلبهم لا يستمر في هذا النوع من الزواج»، مشيرا إلى خطورة إتاحة هذا الزواج للعاطلين أو المدمنين، وقال «المرأة ليست سلعة تباع وتشترى، وما تتطلع له بعض النساء من مطالب ستجده في الزواج المستقر، موجها دعوى إلى المرأة بحفظ نفسها وحقوقها.