استبعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إبرام أي اتفاق مع حزب الجبهة الوطنية، الذي ينتمي إلى اليمين المتشدد، قبل جولة إعادة الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من مايو المقبل والانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في يونيو القادم. وبدا ناخبو الجبهة الوطنية أنهم «صناع ملوك» محتملون في السباق الرئاسي بين ساركوزي والمرشح الاشتراكي الأوفر حظا فرانسوا أولاند. ويذكر أنه في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي، جاءت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن في المرتبة الثالثة بعد كل من أولاند وساركوزي بحصولها على 17.9% من الأصوات، وهو مستوى قياسي بالنسبة للحزب المناهض للهجرة وأوروبا. ويتودد ساركوزي بشكل كبير إلى ناخبي الجبهة الوطنية منذ يوم الأحد الماضي، حيث يقول لهم إنه يتفهم مخاوفهم ويعدهم بالحد من الهجرة غير الشرعية والدفع باتجاه المزيد من الحمائية الأوروبية. ودافع ساركوزي عن حزب «الجبهة الوطنية»، واصفا إياه بأنه «حزب ديمقراطي». ورغم ذلك، استبعد ساركوزي إبرام أي اتفاق انتخابي مع الحزب اليميني المتشدد. وقال الرئيس الفرنسي: «لن يكون هناك أي اتفاق مع الجبهة الوطنية، ولن يكون هناك وزراء من الجبهة الوطنية». ويحتاج ساركوزي إلى كسب تأييد عدد كبير من ناخبي الجبهة الوطنية للفوز بولاية جديدة في منصبه، وهو في حاجة إلى ذلك أكثر من أولاند الذي يحظى بتأييد جماعي تقريبا من منافسيه اليساريين في الجولة الأولى. كما يحتاج كل من ساركوزي وأولاند إلى جذب بعض الناخبين الذين أيدوا مرشح الوسط فرانسوا بايرو، وهو وزير تعليم سابق، والذين بلغت نسبتهم 9% . ومع ذلك، أضر ساركوزي نفسه اليوم الأربعاء عندما شبه ناخبي الوسط بأنصار لوبن. وقال ساركوزي إن مخاوف الفريقين «واحدة، وإن كانت التوجهات مختلفة». وجاء رد فعل بايرو، الذي لم يؤيد ساركوزي أو أولاند حتى الآن ولكن أنصاره بدوا منقسمين بين المرشحين، غاضبا على صفحته بموقع «تويتر» الإلكتروني للتواصل الاجتماعي، واصفا هذه المقارنة بأنها «سخيفة ومهينة».